= دراسات نقدية = قراءة في سيرة: (مسعودة... وأنت أمي الثانية) الجزء الثاني: "عيطة حوزية تحت جلباب أبيض" / الكاتب: عبد الرحمن بوطيب / الناقد: نورالدين طاهري.
= دراسات نقدية =
قراءة في سيرة:
(مسعودة... وأنت أمي الثانية)
(مسعودة... وأنت أمي الثانية)
"أوراق وفاء لعرعارة عطاء"
(سيرة جدة تآكل منها جسد...
وما الرحم منها وَلَدَ)
وما الرحم منها وَلَدَ)
الحاجة السعدية
بنت رحال بن رحال بن الجيلالي بوطيب
بنت الكبيرة بنت عبد الرحمن بوطيب.
بنت رحال بن رحال بن الجيلالي بوطيب
بنت الكبيرة بنت عبد الرحمن بوطيب.
الجزء الثاني:
"عيطة حوزية تحت جلباب أبيض"
"عيطة حوزية تحت جلباب أبيض"
الكاتب: عبد الرحمن بوطيب.
الناقد: نورالدين طاهري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين يتداخل الأدب مع الذاكرة، ويصبح السرد بوابة لاستكشاف أعمق المشاعر الإنسانية، يولد نص مثل "مسعودة... وأنت أمي الثانية" ( الجزء الثاني: (عيطة حوزية تحت جلباب أبيض)، الذي ينسج الكاتب فيه خيوط الحكي والشعر ليخلق عملا أدبيا يحمل عبق التاريخ ورمزية الحاضر. النص لا يقتصر على سرد الوقائع، بل يبحر في عوالم الشعور والرمز، حيث تتحول الحكاية إلى تجربة إنسانية شاملة تسكن بين تفاصيل الحياة اليومية وأحلام الحرية والهوية.
هذا العمل الأدبي يأخذ القارئ في رحلة زمنية ومكانية، يروي فيها حكايات أجيال بأصوات تتردد بين الماضي والحاضر. الكاتب يمنح السرد طابعا شعريا ينبض بالحياة، ليعيد صياغة الذاكرة بطريقة تتجاوز الحدود التقليدية للنصوص الأدبية. من خلال مزجه بين السرد الواقعي واللغة الشاعرية، يفتح النص نافذة على الذات الإنسانية ومعاناتها، ليصبح دعوة للتأمل في القيم العميقة التي تجمع بين الأفراد والوطن.
يقدم هذا النص سردا عميقا ينسج بين الحكي والرمزية، ليعيد بناء الذاكرة الفردية والجماعية من خلال تجربة السعدية، التي تمثل رمزا للتضحية، وامتدادا للهوية الوطنية والنضال في وجه الاستعمار.
النص يتجاوز كونه مجرد شهادة حياتية، ليصبح لوحة أدبية غنية بالرموز التي تستدعي الحنين، وتوثّق المآسي والأحلام التي عاشها جيل مناضل. الحاجة السعدية، أو المسعودة، ليست مجرد شخصية سردية، بل هي الحامل لتراث نضالي متأصل في العائلة والوطن. حضورها في النص يعكس الزمن الذي استهلك جسدها لكنه لم يستطع أن ينال من روحها أو ذاكرتها. إذ تستعيد في حكايتها إرثا عائليا ووطنيا، فتجعل من نفسها شاهدة على ثمانين عاما من الصراع من أجل الحرية. من خلال كلماتها المتكررة "ها قد أكل مني الدهر ثمانين حولا"، تبرز إحساسا بالثقل التاريخي والاعتزاز بالذاكرة، مما يجعل حكايتها مرآة لحياة جيل كامل عاش في قلب النضال.
الفاطمة، الأخت الراحلة، هي رمز للأمل والحلم الذي لم يتحقق. من خلال دفترها الجلدي، تركت الفاطمة إرثا معنويا يمزج بين البراءة والكفاح. رسوماتها على صفحات الدفتر تعبر عن تطلعها لوطن سعيد، حيث كانت تحلم بالحرية وترسم للأطفال مستقبلا مليئا بالفرح. لكن قصر عمرها لم يسمح لها بأن تعيش هذا الحلم، مما يجعل حضورها في النص حضورا رمزيا يذكر القارئ بالثمن الباهظ الذي دفعته الأجيال السابقة.
النص يعتمد على رموز غنية تحمل أبعادا ثقافية ووطنية عميقة. الإزار الأبيض الذي تخفي تحته الكبيرة السلاح هو رمز النقاء المرتبط بالنضال، حيث يجسد تلاحم البراءة مع القضية الوطنية. الحقيبة الجلدية ليست مجرد وعاء للدفتر، بل هي وعاء للذاكرة والتاريخ، تحمل في طياتها الحلم والألم. النجمة الخضراء واللون الأحمر في علم الوطن يشيران إلى الحرية والتضحية، مما يعزز من حضور الرمزية الوطنية في النص. العلاقة بين الفاطمة والسعدية ليست فقط علاقة أخوية، بل هي انعكاس لفكرة الامتداد بين الحلم والواقع. الفاطمة هي الحلم الذي توقف مبكرا، بينما السعدية هي الصوت الذي يستمر في السرد والنضال. هذا التداخل يجعل النص تذكيرا دائما بأن الماضي والحاضر متشابكان، وأن كل فرد يحمل جزءا من إرث جماعته.
المكان في النص له دور حيوي، حيث يعكس تداخل الطبيعة مع القهر. من الحقول الواسعة والغابات إلى الزقاقات الضيقة المليئة بالجنود، يتحول المكان إلى تعبير عن التناقض بين الحرية والقيد. أما الزمان، فيتسم بالطابع الدائري، حيث تعيش السعدية حاضرها بذاكرة مليئة بصور الماضي، وكأنها تعيد إحياء اللحظات بشكل دائم. اللغة في نص "مسعودة... وأنت أمي الثانية" تتسم بثراء استثنائي يجمع بين قوة السرد وجمالية الشعر، مما يضفي على النص طابعًا موسيقيًا يشد القارئ إلى أعماق الحكاية.
الكاتب يوظف التكرار في العبارات مثل "أحكي، أقول" بطريقة فنية، حيث لا يبدو التكرار هنا مجرد إضافة لغوية، بل هو عنصر إيقاعي يحمل معانٍ متجددة، وكأن السعدية تتحدث بلهفة، محاوِلة أن تسابق الزمن لتوصل رسالتها قبل أن تسدل ستائر النسيان على الحكاية. النص يمزج ببراعة بين اللغة الفصيحة والعامية، وهو مزج يعكس التنوع الثقافي الذي يحيط بالشخصيات، ويُظهر تداخل الطبقات الاجتماعية والتاريخية التي تشكل الحكاية.
استخدام العامية في مقاطع العيطة، على سبيل المثال، يخلق صلة حية بين النص والقارئ، حيث تندمج الحكاية الفردية بالذاكرة الشعبية، مما يمنح النص واقعية نابضة بالحياة ويجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من تلك التجربة. اللغة الفصيحة في النص، بدورها، تأتي محمّلة بالصور الشعرية والرمزية التي تُعمّق المعنى وتفتح أمام القارئ أفقا أوسع للتأمل. الجُمل مكتوبة بعناية فائقة، حيث تحمل كل كلمة ثقلا ومعنى يتجاوز ظاهرها، لتروي الحكاية بشكل غير مباشر عبر الإيحاء والمجاز.
اللغة هنا ليست فقط وسيلة لنقل الأحداث، بل هي أداة فنية تُبرز المشاعر، وتعيد تشكيل الزمن، وتُضفي على النص بُعدا فلسفيا يعكس الارتباط العميق بين الفرد والجماعة، وبين الماضي والحاضر.
يقدم هذا النص سردا عميقا ينسج بين الحكي والرمزية، ليعيد بناء الذاكرة الفردية والجماعية من خلال تجربة السعدية، التي تمثل رمزا للتضحية، وامتدادا للهوية الوطنية والنضال في وجه الاستعمار.
النص يتجاوز كونه مجرد شهادة حياتية، ليصبح لوحة أدبية غنية بالرموز التي تستدعي الحنين، وتوثّق المآسي والأحلام التي عاشها جيل مناضل. الحاجة السعدية، أو المسعودة، ليست مجرد شخصية سردية، بل هي الحامل لتراث نضالي متأصل في العائلة والوطن. حضورها في النص يعكس الزمن الذي استهلك جسدها لكنه لم يستطع أن ينال من روحها أو ذاكرتها. إذ تستعيد في حكايتها إرثا عائليا ووطنيا، فتجعل من نفسها شاهدة على ثمانين عاما من الصراع من أجل الحرية. من خلال كلماتها المتكررة "ها قد أكل مني الدهر ثمانين حولا"، تبرز إحساسا بالثقل التاريخي والاعتزاز بالذاكرة، مما يجعل حكايتها مرآة لحياة جيل كامل عاش في قلب النضال.
الفاطمة، الأخت الراحلة، هي رمز للأمل والحلم الذي لم يتحقق. من خلال دفترها الجلدي، تركت الفاطمة إرثا معنويا يمزج بين البراءة والكفاح. رسوماتها على صفحات الدفتر تعبر عن تطلعها لوطن سعيد، حيث كانت تحلم بالحرية وترسم للأطفال مستقبلا مليئا بالفرح. لكن قصر عمرها لم يسمح لها بأن تعيش هذا الحلم، مما يجعل حضورها في النص حضورا رمزيا يذكر القارئ بالثمن الباهظ الذي دفعته الأجيال السابقة.
النص يعتمد على رموز غنية تحمل أبعادا ثقافية ووطنية عميقة. الإزار الأبيض الذي تخفي تحته الكبيرة السلاح هو رمز النقاء المرتبط بالنضال، حيث يجسد تلاحم البراءة مع القضية الوطنية. الحقيبة الجلدية ليست مجرد وعاء للدفتر، بل هي وعاء للذاكرة والتاريخ، تحمل في طياتها الحلم والألم. النجمة الخضراء واللون الأحمر في علم الوطن يشيران إلى الحرية والتضحية، مما يعزز من حضور الرمزية الوطنية في النص. العلاقة بين الفاطمة والسعدية ليست فقط علاقة أخوية، بل هي انعكاس لفكرة الامتداد بين الحلم والواقع. الفاطمة هي الحلم الذي توقف مبكرا، بينما السعدية هي الصوت الذي يستمر في السرد والنضال. هذا التداخل يجعل النص تذكيرا دائما بأن الماضي والحاضر متشابكان، وأن كل فرد يحمل جزءا من إرث جماعته.
المكان في النص له دور حيوي، حيث يعكس تداخل الطبيعة مع القهر. من الحقول الواسعة والغابات إلى الزقاقات الضيقة المليئة بالجنود، يتحول المكان إلى تعبير عن التناقض بين الحرية والقيد. أما الزمان، فيتسم بالطابع الدائري، حيث تعيش السعدية حاضرها بذاكرة مليئة بصور الماضي، وكأنها تعيد إحياء اللحظات بشكل دائم. اللغة في نص "مسعودة... وأنت أمي الثانية" تتسم بثراء استثنائي يجمع بين قوة السرد وجمالية الشعر، مما يضفي على النص طابعًا موسيقيًا يشد القارئ إلى أعماق الحكاية.
الكاتب يوظف التكرار في العبارات مثل "أحكي، أقول" بطريقة فنية، حيث لا يبدو التكرار هنا مجرد إضافة لغوية، بل هو عنصر إيقاعي يحمل معانٍ متجددة، وكأن السعدية تتحدث بلهفة، محاوِلة أن تسابق الزمن لتوصل رسالتها قبل أن تسدل ستائر النسيان على الحكاية. النص يمزج ببراعة بين اللغة الفصيحة والعامية، وهو مزج يعكس التنوع الثقافي الذي يحيط بالشخصيات، ويُظهر تداخل الطبقات الاجتماعية والتاريخية التي تشكل الحكاية.
استخدام العامية في مقاطع العيطة، على سبيل المثال، يخلق صلة حية بين النص والقارئ، حيث تندمج الحكاية الفردية بالذاكرة الشعبية، مما يمنح النص واقعية نابضة بالحياة ويجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من تلك التجربة. اللغة الفصيحة في النص، بدورها، تأتي محمّلة بالصور الشعرية والرمزية التي تُعمّق المعنى وتفتح أمام القارئ أفقا أوسع للتأمل. الجُمل مكتوبة بعناية فائقة، حيث تحمل كل كلمة ثقلا ومعنى يتجاوز ظاهرها، لتروي الحكاية بشكل غير مباشر عبر الإيحاء والمجاز.
اللغة هنا ليست فقط وسيلة لنقل الأحداث، بل هي أداة فنية تُبرز المشاعر، وتعيد تشكيل الزمن، وتُضفي على النص بُعدا فلسفيا يعكس الارتباط العميق بين الفرد والجماعة، وبين الماضي والحاضر.
الانتقال السلس بين مستويات اللغة المختلفة يُظهر مهارة الكاتب في التحكم بأسلوبه، حيث تنساب اللغة دون أن تشعر القارئ بالانقطاع أو الانفصال بين مستوياتها. هذا التناغم بين الفصحى والعامية، وبين السرد والشعر، يخلق نصًا غنيًا قادرًا على أن يكون وثيقة أدبية وشهادة إنسانية في الوقت نفسه. لغة النص، بإيقاعها وسلاستها، تجعل القارئ يعيش تجربة السعدية بكل تفاصيلها، ويستشعر ثقل رسالتها وأهميتها.
العيطة الحوزية الرحمانية تتجاوز في النص مجرد كونها عنصرا تقنيا أو زخرفيا، لتتحول إلى صدى حي ينبض برغبة الجماعة في التعبير عن معاناتها وآمالها. هذا الفن الشعبي الذي ارتبط تاريخيا بالبيئة المغربية يكتسب في النص بُعدًا توثيقيا ومعنويا، حيث تصبح العيطة لسان حال الشعب، وصوتا يعبر عن الحزن والتمرد، وعن الألم الذي كان يعيش في أعماق المجتمع أثناء فترات النضال ضد القهر والاحتلال. كلمات العيطة، التي جاءت محملة بالصور البلاغية والرموز الشعبية، تسلط الضوء على أحداث مفصلية في التاريخ المغربي، مثل معركة سيدي بوعثمان التي جسدت لحظة فارقة في الصراع ضد الاستعمار الفرنسي، وانتفاضة الرحامنة التي كشفت عن تمرد الشعب على الظلم والقهر. هذه الكلمات ليست مجرد توثيق للأحداث، بل هي مرآة تعكس مشاعر الناس، إذ تسجل لحظات الألم والانكسار، كما توثق لحظات البطولة والأمل في التحرر.
إدراج العيطة في النص يعكس براعة الكاتب في إبراز تمازج الفن الشعبي مع النضال الوطني، وهو ما يُبرز كيف أن الثقافة الشعبية كانت ولا تزال مستودعا للهويات الجماعية. العيطة، بصفتها فنًا شفهيًا، تحتفظ بذاكرة الشعب وتنقلها من جيل إلى آخر، مما يضمن استمرار الشعور بالانتماء والمقاومة. في النص، تُستدعى العيطة ليس فقط كغناء أو أهازيج، بل كوثيقة إنسانية وشهادة على الحقبة الزمنية التي شكلت فيها الأغاني الشعبية جزءا من المقاومة الثقافية والسياسية.
الأبعاد الاجتماعية والسياسية للعيطة تتجلى بوضوح في النص، حيث توثق العلاقة المتوترة بين السلطات الاستعمارية والقبائل المحلية، وتشير إلى التحالفات والخيانات التي طبعت تلك المرحلة التاريخية. كما أنها تعبّر عن طبيعة المقاومة الشعبية التي لم تقتصر على القتال المباشر، بل اتخذت من الفن والثقافة أدوات للتعبير عن رفض الظلم، ولإحياء الأمل في النفوس. العيطة هنا تتجاوز كونها مجرد فن تقليدي لتصبح سجلا حيا ينبض بالمشاعر والمواقف، ويعكس عمق التحام الشعب بقضيته.
العيطة الحوزية الرحمانية تتجاوز في النص مجرد كونها عنصرا تقنيا أو زخرفيا، لتتحول إلى صدى حي ينبض برغبة الجماعة في التعبير عن معاناتها وآمالها. هذا الفن الشعبي الذي ارتبط تاريخيا بالبيئة المغربية يكتسب في النص بُعدًا توثيقيا ومعنويا، حيث تصبح العيطة لسان حال الشعب، وصوتا يعبر عن الحزن والتمرد، وعن الألم الذي كان يعيش في أعماق المجتمع أثناء فترات النضال ضد القهر والاحتلال. كلمات العيطة، التي جاءت محملة بالصور البلاغية والرموز الشعبية، تسلط الضوء على أحداث مفصلية في التاريخ المغربي، مثل معركة سيدي بوعثمان التي جسدت لحظة فارقة في الصراع ضد الاستعمار الفرنسي، وانتفاضة الرحامنة التي كشفت عن تمرد الشعب على الظلم والقهر. هذه الكلمات ليست مجرد توثيق للأحداث، بل هي مرآة تعكس مشاعر الناس، إذ تسجل لحظات الألم والانكسار، كما توثق لحظات البطولة والأمل في التحرر.
إدراج العيطة في النص يعكس براعة الكاتب في إبراز تمازج الفن الشعبي مع النضال الوطني، وهو ما يُبرز كيف أن الثقافة الشعبية كانت ولا تزال مستودعا للهويات الجماعية. العيطة، بصفتها فنًا شفهيًا، تحتفظ بذاكرة الشعب وتنقلها من جيل إلى آخر، مما يضمن استمرار الشعور بالانتماء والمقاومة. في النص، تُستدعى العيطة ليس فقط كغناء أو أهازيج، بل كوثيقة إنسانية وشهادة على الحقبة الزمنية التي شكلت فيها الأغاني الشعبية جزءا من المقاومة الثقافية والسياسية.
الأبعاد الاجتماعية والسياسية للعيطة تتجلى بوضوح في النص، حيث توثق العلاقة المتوترة بين السلطات الاستعمارية والقبائل المحلية، وتشير إلى التحالفات والخيانات التي طبعت تلك المرحلة التاريخية. كما أنها تعبّر عن طبيعة المقاومة الشعبية التي لم تقتصر على القتال المباشر، بل اتخذت من الفن والثقافة أدوات للتعبير عن رفض الظلم، ولإحياء الأمل في النفوس. العيطة هنا تتجاوز كونها مجرد فن تقليدي لتصبح سجلا حيا ينبض بالمشاعر والمواقف، ويعكس عمق التحام الشعب بقضيته.
وجود العيطة في النص ليس فقط تعبيرا عن تلاحم الفن مع النضال، بل هو أيضا احتفاء بالموروث الشعبي الذي يثري الهوية الثقافية. إدراجها بهذا الشكل يجعل النص نفسه امتدادا لهذا الموروث، حيث يعيد إحياء ذاكرة النضال بطريقة فنية راقية، ويؤكد أن الأدب قادر على حفظ الثقافة الشعبية وجعلها حاضرة في الخطاب المعاصر. العيطة، بكل ما تحمله من رموز ومعانٍ، تُذكّر القارئ بأن الكفاح لا يقتصر على السلاح، بل يمتد إلى الأغنية والكلمة، ليبقى صدى الروح التي تأبى أن تخضع.
النص يقدم المرأة ليس فقط كحافظة للذاكرة، بل كفاعل أساسي في المقاومة. الكبيرة والسعدية والفاطمة يشتركن في حمل القضية الوطنية بطرق مختلفة، مما يجعل المرأة في النص رمزا للوطن والأمومة والمقاومة. هذا التصوير يعكس اعترافا بدور المرأة المحوري في النضال، وهو ما يعطي النص بعدا إنسانيا وقيميا.
"مسعودة... وأنت أمي الثانية" ليس مجرد نص عن الماضي، بل هو شهادة على استمرارية النضال، واحتفاء بالقيم الإنسانية والوطنية. إنه نص يذكرنا بأن الحلم بالمستقبل يبدأ من الحفاظ على ذاكرة الماضي، وبأن التضحيات التي قدمتها الأجيال السابقة هي الأساس الذي نبني عليه آمالنا. من خلال لغته الشعرية ورموزه العميقة، يصبح النص دعوة للتأمل في معاني الهوية، الحرية، والتضحية، واحتفاء بأولئك الذين حملوا الوطن في قلوبهم تحت أعباء الزمن والمقاومة.
النص يقدم المرأة ليس فقط كحافظة للذاكرة، بل كفاعل أساسي في المقاومة. الكبيرة والسعدية والفاطمة يشتركن في حمل القضية الوطنية بطرق مختلفة، مما يجعل المرأة في النص رمزا للوطن والأمومة والمقاومة. هذا التصوير يعكس اعترافا بدور المرأة المحوري في النضال، وهو ما يعطي النص بعدا إنسانيا وقيميا.
"مسعودة... وأنت أمي الثانية" ليس مجرد نص عن الماضي، بل هو شهادة على استمرارية النضال، واحتفاء بالقيم الإنسانية والوطنية. إنه نص يذكرنا بأن الحلم بالمستقبل يبدأ من الحفاظ على ذاكرة الماضي، وبأن التضحيات التي قدمتها الأجيال السابقة هي الأساس الذي نبني عليه آمالنا. من خلال لغته الشعرية ورموزه العميقة، يصبح النص دعوة للتأمل في معاني الهوية، الحرية، والتضحية، واحتفاء بأولئك الذين حملوا الوطن في قلوبهم تحت أعباء الزمن والمقاومة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نور الدين طاهري
المغرب
تعليقات
إرسال تعليق