الرؤى... أقلام مائزة / "ذاكرة الرؤى... محطات استرجاع أعمال مائزة" / إعداد وتقديم الأستاذ عبد الرحمن بوطيب / الأديبة الشاعرة والقاصة والناقدة السورية الأستاذة روضة الدخيل
ذاكرة الرؤى
محطات استرجاع أعمال مائزة
برنامج من إعداد وتقديم
الأستاذ عبد الرحمن بوطيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة
الأديبة الشاعرة والقاصة والناقدة السورية
الأستاذة روضة الدخيل
Rawda Aldakhil
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= محطات من سيرة ذاتية:
(في مدينة لم تكن منسيّة يوماً، يحتضنها الفرات نائما بين أذرع جسورها العريقة ولدت، لا عمر لي، فأنا ابنة اللّحظة بحلوها و مرّها أعيش تاريخها في سباق مع الدّقائق أحياناً، وأحياناً أغمض عينيّ لساعات ٍطويلة أشبه بدهر داهمته غيبوبة ففقد الحواس.
شأن أغلب البشر ولدت في أسرة كادحة مكافحة تعارك الحياة لتثبت أنّها تستحقّ أن تكون فيها، و أنا الوحيدة بين شقيقتين استطاعت أن تتابع دراستها في مجتمع محافظ يرى الأنثى ليست جديرة بأن تنال العلم، و كان الفضل في ذلك لوالدي-رحمه اللّه- فهو من دعمني و ساندي حتّى نلت إجازة في الآداب قسم اللّغة العربيّة من جامعة دمشق.
عملت في التّعليم و ما زلت على رأس عملي، أحببت مهنة التّدريس و أخلصت لها وفي الصّف المدرسيّ أشعر أنّي الملكة.
أمّا الأدب فهو شغفي الأكبر، فقد عشقت المطالعة منذ صغري فقرأت الكثير من الرّوايات و الدّواوين و كتب النّقد و القصص القصيرة، وهذا ما خلق لديّ حبّ الكتابة فكنت أحصل على درجات كاملة في مادة التّعبير و الإنشاء و لكنّ ظروف الحياة حالت بيني و بينها لفترة طويلة ومع ذلك لم أنساها مطلقاً و حين وجدت الظّرف مناسباً عدت إليها فكتبت ثلاث روايات لم ينشر منها سوى واحدة لأنّي لم أجد من يدعمني و روايتي المنشورة بعنوان (صباح الخيبة الكبرى) مستوحاة من واقعة حقيقيّة كنت فيها شاهدة عيان، بالإضافة إلى مجموعة قصصيّة نشرها المركز الثّقافي اللّبناني.
و حين امتلكت صفحة على (الفيس بوك) اتجهت لكتابة قصيدة النّثر و لديّ بعض القصائد الموزونة، و لكنّي عموماً أميل لقصيدة النّثر لأنّي أجد فيها امتداداً واسعاً للتّعبير عمّا أريد.
ومن النّاحية الاجتماعيّة أنا أم لأربعة أولاد، و جدّة لأربعة أحفاد أعيش برفقتهم بعض المحطات التي غابت عنّي قسراً و ما زلت أناضل في جميع الميادين و سأبقى)
روضة الدّخيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضمامة شعرية
شهقةُ جرح
وكمْ تعدو
في أغوارِ اليبابِ
أسرابُ لهفتي
تجرجرُ تلابيبَ الحسرة
فتذرفُ قصيدتي زفرةَ اعتلال
يسامرُني اللّيلُ فاغراً فمَ الوحشة
فيشهقُ الجرح ُويتسربلُ بغصّة
وعلى مدى الحلمِ تمتدُّ الأسوار
فيا شقيقَ النّقاء
كم دنّستكَ الخطوب
صرتَ ممزّقَ الأرداء
تهفو لسبحلةِ دهشة
ونظرةٍ تعيدُ للخزامى زهو َالألق
لكنَّ الأوتارَ عجفاء
كاحتراقِ الجفون ِبلسعةِ الأرق
فكيف تتعنونُ السّطورُ الجرداءُ
بتهليلةِ الشّروق
وماءُ عينيكَ أترع َالدّواة
وما بينَ العتابةِ و الرّباب
موالٌ شريد
يعنُّ متجاوزاً حدَّ المساء
يهزُّ حلماً شاخَ في المهدِ
يلاحقُ نجوماً آفلة
و يسقطُ كشهاب
مخلّفاً ندبةَ وجع
على هشيم ِالأشلاء
ولا ضمادَ
يقطعُ نزفَ حنينِك للشّمس
لتكونَ في رئةِ الحياة
شهيقُ ولادة
فتتيهُ البراعمُ
و تتفتّحُ في حفلِ تأبينِ الأغلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسائلُ عزاء
كيف تُغلقُ سبعة ُالأبواب
يا واحة العذوبة
والياسمينة ُالبيضاء
كساها الذبولُ ثوباً للحداد
والفراشة ُالملوّنةُ.
حول اللّهب عمياء
والاحتفال ُقائمٌ
في فوّهة بركان
فكيف بأمان
تنسدل ُالأجفان
و أنت السّبيّةُ
يا شام
و أنت...
كيف غطّاك السّواد
و دجلة ُتعثّر
ثكلان
وعلى الضّفاف
ٌحمائمُ تنوح
فهل مازالت عشتار
تسأل ُعن تمّوز و الغياب
والعراق ُتُمورٌ
يلوكُها التّجار
في حفلة انتصار
أوّاهُ يا بغداد
يا ذي الفاتنة
يا طمع الحالم بالمستحيل
مزّقوا أوصالك
بتروا ساقك
و ارتضوا أن تكوني
يا بيروت الجميلة
عرجاء
كم كان صوتُك الهادي
وكوثرُك سلسبيلُ طهرٍ
فكيف ارتضيت أن يستباح نيلُك
في عهد الطّغاة
دُعاة الجبن
بياعي العروبة بأبخس الأثمان
و حضارة ُالأهرام
تزيّن ُمتاحف الغرباء
ياالقاهرة
وأنت...
مهد ُالأنبياء
والمسجدُ ذبيح ُغفلة الأعراب
أضحية على مذبح الأغراب
والثّكلى أمّتي
على اللّطم و النّحيب و البكاء
مدمنة
فمنك ألتمس ُالسّماح
يا قدسُ
لو كان لي على القدر اختيار
لزلزلتُ الوديان و القفار
لينهض النّيام
و تمّحي مواكب ُالطّغيان
ولن يبقى لأيّ سؤال
علامة استفهام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مارقٌ بار
دعني
أهندسُ تضاريس الفوضى
أقصُّ يباس الغصون
أقطّعُ الأسلاك الشّائكة
على حدود الوهم
و ألوذُ بعينيك
ليزغرد الصّداح
دعني
أُمرّغُ وجهي بطهر ترابك
أكسو الحروف ببُرد التّيه
أُطلقُ عنان الجنون
لأنظم فيك قصيداً
بحبر الرّماح
دعني
أتسلّقُ سنديانة قامتك
أصيرُ ريشة الأشيب شعرك
لتولد أغاني الطين
و حكايا التّكوين
ولوحات ُحلم الذابلين
في الأزقّة المنسيّة
بلون النّاصع الياسمين
دعني
أعلنُ أنّني عبدُك
و بمسّ لعنة عشقك مصاب
فلا تلقني في مهاوي الغياب
فأتلعثمُ
كلّما طأطأ هامتي الانكسار
دعني
أعبرُ دروب المفردات
شارداً
كطيورٍ مطرودة من غابةٍ
استأسدت فيها الذّئاب
كي لا تنفيني في المسوّدة
و تلدغني بعقرب الإقصاء
فيتوقّفُ النّبضُ
و تبقى أنت
و عمقُ الجراح
دعني
أتمدّد على عتباتك
يا كلّ عالمي
لتفيض جداول ُأوردتي
فتروي قفرك
وتتربّعُ في عرينك
مكلّلا بالكبرياء
دعني
و أنا كُرمى لك
سأتلاشى كفجرٍ
هام مُتيّماً
بنجمة الصّباح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حنين
يمتطيني الحنين
كجناحي عصفور ارتدى بُرد النّسيم
فأطفو على ساح الفرات
يبلّلني الزّبد
وحفيف الصّنوبر
يخاصرني
يغريني برقصة غجريّة
فأنسى عقودًا مضت في الغياب
كمرّ السّحاب على صحراء قلبي الحزين
فأكتوي بنيران لسع الحنين
وكلّ الذّكرايات مخنوقة في كتاب
هو المُرّ يجرّ المرار
وما زالت الدّوحة عامرة
فهلّا تجود أيا أيّها الزّمان
ولو
مما مضى
بلحظة عابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصدّعُ يقين
في عينيّ أرقٌ
يتراقصُ على فحيح اللّهب
يجرجرُني نحو شباك السّهاد
فأفشلُ في إسدال ستائر الأجفان
و أتلولبُ طوع كرهٍ
في مدار الانجذاب
خبرتُك منذُ سنين
تضوّع ُمسكاً
كنسمة ٍولهى
تندفقُ من قلب الوتين
تتنفّحُ قمحاً و زيتون
فكيف أصبحت الضّنين
ترضى بجوع البطون
يا للرّيح
كم لها لمسة فنّان
عسكر على ضفاف الغروب
وراح
يعزف ُبريشة افتتان
نغم لهفة ٍيتسلّل في ثنايا رئتي
مكدّساً على رفوف مهجتي
أكوام اغتراب
فتثبُ الصّبابةُ من خابية الحنين
إهليلج شهقات
و تسودّ في مرايا كينونتي
جميع ُالألوان
أفرُّ منك إليك
فتقفلُ مصراعي الاحتضان
عاقداً على الجبين خطوط إنكار
ونظرة ًتطلق ُسهام استنكار
فتتحطّمُ عظامُ قلبي
كأوراق غابة ٍمهجورة
وطأتها أقدام ُالتّتار
ما زلتُ أتلقّى الطّعنات
بلا إنذار
في صدري الموشوم باسمك
بكامل الإصرار
كلّما راودني أمل ُالارتياد
لأقف على تخوم ذراك
ولو كان وهماً
فأنزفُ جرحاً
يهمي بقطر ٍيسيل غزيراً
يفنّدُ زعم مهار الأُساة
سأبقى على ضفّة الحلم وحدي
أقامرُ بعمري
لأشهد مخاض النّور
فيعميني ميلاد توائم الظّلام
هي ذي الدّنيا
كقردةٍ قضاة
عمياء...صمّاء...بكماء
تحظرُ
كلّ من تجاوز خطوطها الحمراء
متلبّساً بالجرم المشهود
تهمة انتظار
لغدٍ لم و لن و لمّا
يصل حتّى الآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضمامة: عطفات روضة الشعرية
بين الشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل
والشاعر المغربي الأستاذ عبد الرحمن بوطيب
1/ النص / المنطَلق:
وهذا قصيدي يا وطني
عبد الرحمن بوطيب
هذا قصيدي
لطفل جائع وليد
لثدي جف الضرع منه الزرع
ما هو اليوم زاه سعيد
هذا مني القصيد لراكع قهراً
ما له من حناء زعتر خزامى
يخضب الجبين يتعطر غير تراب عرق
من قهر يسف حكاية صعيد
هذا
وهذا
وهذا منك
فهل فيك يا وطني يوم للعذارى رافعات هامات فخار
هو يوم عيد
ما أنت يا وطن وجع وتين حنين
ومن ألم مزيد ومزيد
خذوا عني القصيد الفراغ بعيداً
لا يتغنى من الأطلس على قمة
بيوم فجر وعيد
ارحلي يا حروف هوان صغار حقار
لا ترقصي على وجع دنان
هذي مني بقايا نشيد وأوتار
هو الليل طويل طويل طويل
وحبيبتي الصغيرة هاربة من رعاف
ترى بعين الوجع المجازات
تقول
لا المجازات ترضع حريقها
لا الزحافات
لا الخبب
لا الهروب من الهروب هروب
هو الوجع ضروب
وأنت الوطن يا وطن
وأنا الشاعر الغائب يشرد
يحلم بفجر جديد
للحبيبة هدية يهديه ويعيد
تباً
صديد كثير من حروف
هي صديد
ذا جبين قصيدي يقبل من وطني همسَ تراب حبات حب على جبين
وصعيد
يا
وطني
كأسك
دنانك
وجعك
ولا
عيد
فهل من مزيد
عبد الرحمن بوطيب.
المغرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= النص / العطفة الشعرية:
وهذا قصيدي يا وطني
روضة الدخيل
وأنت الوطن يا وطن
وهم وطيف
فكيف أقنعك أنّك
زهرة قلبي
وكيف ترضى
أن تكون
لحن جنون
حزين
والنّاي ينكر النّفس
وكم اشتهيت أن تعود
بعد جحود
كقطرة ارتطمت
بصخر
لتنثر الصّهيل في الميدان
أنت أبي
ابني
فهل يا العاق نسيت
دفء احتضان
فعلام تفرش دربي
برماد و غبار
وكيف تترك لغريب
أن يدوس كرامتي
يعبث بحلمي
يدنّس الحقول
ليت السّنابل تقذف الإبر
في عيون كلّ نذل
أسر الّنسور
حنّط الغد
جعل البحر مقبرة
كم أشتهي أرعى النّجوم
فوق ربوة
لأرى
وجه الإله يبتسم
قبل فجر العيد
لكنّني المشنوق
بغصّة
أتابع على رصيف القحط
مركبا محطّما
والشّراع مخنوق.
روضة الدّخيل.
سوريا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2/ النص / المنطلق:
نبيذ... إدمان سكرة
للشاعر عبد الرحمن بوطيب
قصيدة نثر حداثية
(ذاتَ سكرة... وما منها نبيذ )
لك النبيذ
وأنت الشريد
طف بجب معصرتك والقصيد
اكرع دنان عشق انزياحات
لك الدوالي
وحروف خابيات
غرد معه
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي جروح روابينا
ما أطلسك غداً اليوم أمس في عرس جديد
هو العيد بعيد
صقيع يلف الصقيع
وذاك الشاعر المسافر ذات فجر وليل فريد
لكِ يشدو
يغرد
يحكي انكسارات ويعيد
حبيبتي
صغيرتي
رفيقة جدتي وذاك الموعد الأحمر العنيد
ما عادت خوابي قريتي غمتي تنز بحروف ونداءات
كل الدواوين أقفرت
ما بال الشابل هجر سبوه بردى النيل الفرات الهلال الخصيب
ما بال الشاعر ما عاد يتأبط شعره والنبيذ
جف ماؤك يا شعر
وما منك ذات وجع نشيد
ارحل
هذي الديار شاخت
نامت على رجع كسير نايات عروة ابن زبيبة الزرقاء من يمامتها تنوح بعليل ترديد
ارحل
رحل الذين عرفتهم ما يدقون اليوم جدار خزان من عرق وصديد
ارحل
لا تنتظرني
الآن الآن وليس غداً
نلتقي
نحلم
نحكي خرافات بين جوانح بغاث طير سكرى تزهو في عيد ما هو عيد... وتعيد
ما منا معها ترديد
لنا عيد... هو الأطلس النشيد
عبد الرحمن بوطيب.
المغرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص / العطفة الشعرية:
إدمان سكرة
للشاعرة روضة الدّخيل
ثملٌ بلا خمر
والنّشوةُ نزفُ جنون
لك فصولُ الجفاف
وموسيقا الهشيم فارقص
على وقع الصّدى
زمجر
كي يثب المدى
حاملا
من بقايا ألمك
لون الخجل
يا ذا الوجل
يا أيّها الأبكم
العيد لا يقبل عجاف الأضاحي
فدع الرّفيقة الثّكلى
تنوح في المراعي
فكلّ الشّياه على الموائد
و كؤوس السّاسة تدقُّ
كلّما تبادلوا الأنخاب
بصحّة موتك و الغياب
ولا حداد
حين يصرعك الموت مرّتين
صاح
تلك قبورُنا عنوانُ تاريخٍ قادم
فمزّق البيارق
ما دامت تُضرمُ الحرائق
فقد انصرم الرّجاء
والعيد في خباء الأمراء
وقد أسدلوا السّتائر
في لياليهم الحمراء
ولك ... ولي
الغياهب
فلا تقل إنّ لنا الغد
آيب
روضة الدّخيل.
سوريا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص / المنطلق
تمزيق
عبد الرحمن بوطيب
اليومَ
مَزِّقْ أوراقكَ والحروف
اِرحلْ في سماواتك الهاربة بعيداً
بعيدا
مزقْ تواريخَ لحظاتٍ كاسياتٍ عاريات
اِلْعَِنْ كلَّ الدواوين الباليات
اليومَ
خذ من حقول التيه قرنفلةً عاقرا
ما في البساتين الناشزات عُشٌّ لِقُبّرة وعرعارة
هي الحقول مقبرة
اليومَ
اِمسحْ بسمات وليد وصبيات
في جبة عُرْبٍ غربانٍ هي الشطحات خيبات
لا عروةٌ نادَى
لا مفردٌ إفرادَ بعير تغنّى بثلاث
هي الأثافي أربع... وزيادات
عبلةُ قومٍ تلفّ عنترتَها بحلم رموش من عيونٍ ناعسات وسطورٍ باقيات
ولا رجال
لا أُسْد
لا شبل
وهذي اللبوءات أمسِ غداً اليومَ انكسارات
اليومَ
عد إلى دنانك وجريحِ نايات
رحل الذين شقّوا الصدورَ رفرفوا برايات
تبًّا
تبًّا لِتَبٍّ وهذي أوراق ذابلات من زمان واهنات
تبًّا لضليل هارب في لجة مسافات ما عاد والسندباد
تبًّا للأساطير ما رسمتْ أخاديدَ على خد "دِيهْيَا" ورابيات
فينوس هي تحت إبط خيمةٍ خيبةٍ غُمَّةٍ وسقفٍ من أسطحٍ ما هي راسيات
سلامًا أُمَّ هزار والحمائمُ منكِ صامتات
ما هن شاديات
اليومَ
يا عروةَ زمانه وارتعاشات
ارحلْ
عد إلى جُبٍّ فيكَ وحضنٍ من أميرة صغيرة نائمة على سطرٍ فيكَ صُدورُه صارخات
هي الأميرة في حضن "سَرْبَرُوسَ"
وذي القصائدُ فيها لها بها مُعَزِّيات
اصمت
عبد الرحمن بوطيب.
المغرب: 17 / 10 / 2024.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص / العطفة الشعرية
تمزيق أشلاء
روضة الدّخيل
وتدوّن أفكارك بحبر الماء
هاربًا من حصار الذّات
الآن
حدّ الثّمالة سكرتُ
بحلمي الواهن
فدعني أنتشي
بطقوس الاحتضار
لأطفو
على ساح المدى
كفجرٍ لا ينعكس له ظلّ على مرآة
اليوم
تنتصبُ على تخوم قلبي
تعزّزُ ظنوني
بمخرز اليقين
وتمتطي تاريخي
فارسًا يعلنُ عليّ الجنون
فتلاحقني أسراب الخيبات
اليوم
محرومٌ أنا من الاهتداء إلى معقل النّبض
فكيف أنشدُ بصوت القصب
أغنيةً تهدهدُ للجبل
كي أعلّق على رموش سنبلة
وصيّة البنفسج
ولكن
لا حمام زاجلات
اليوم
رغم أنّي في المقدّمة
لا أحد يسير خلفي
سوى ظلّي الأحمق
كلانا نذهبُ في الغياب
ما بين خببٍ وهرولة
أنتظر نفثات الغيم
لتكفّن الغفوة المستديمة
وتبلّل التّراب
لتنبت بذور الصّمت
إعلانًا
بميلاد ما فات
روضة الدّخيل.
سوريا: 17 / 10 / 2024.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= إضمامة قصصية:
1/ (خلل في الميزان)
قصة قصيرة
دخلت إلى مكتبي، وجلست و أمامي لوحة تشير إلى وظيفتي كمدع عام في محكمة الجنايات، لحظات قليلة وسمعت أصوات خطوات، حيث دخل شرطيّ برفقة شابة لم أميّز ملامحها بسبب شعرها الذي انسدل على وجهها، كانت مكبّلة بالأصفاد، قال الشّرطيّ:
ــــ سيّدي، إنّها المتّهمة بقتل المغدور حسام، وقد تلقّينا البلاغ من الجيران في الخامسة صباحاً وألقينا القبض عليها.
ثمّ خبط بقدمه وحيّاني وخرج، نظرت إليها متفحّصاً، كان ثوبها ممزّقاً، وعلى وجهها ويديها خدوش كثيرة، وكما يبدو كان بينها وبين المغدور عراك قاس.
طلبت منها أن تجلس وتذكر اسمها وعمرها وصلتها بالمغدور.... قالت:
ــــ اسمي سمر، وعمري سبعة عشر عاماً، وأنا طالبة في المرحلة الثّانويّة، والقتيل هو زوج أمّي حسام.
سألتها:
ــــ ما الدّافع للقتل؟
دام صمتها للحظات قبل أن تجيب، فرفعت رأسها ونظرت في عينيّ نظرات تنطق بالتّحدّي وقالت:
ــــ إنّه رجل سكّير، اعتاد على ضربنا أنا وأمّي دائماً، وهو رجل فاسق، كان يحضر بنات الهوى إلى المنزل، فيحبسنا أنا وأمّي في غرفة، ويلهو مع من يحضرها، و عد أن ينتهي كان يفتح علينا الباب ويجلدنا بالحزام.
قاطعتها:
ــــ ولماذا تتحمّل والدتك هذه الإهانات؟
فرّت من عينيها دمعة تدحرجت على خدّها وقالت بصوت متهدّج:
ــــ خالي هو السّبب، أجبرها عن التّنازل عن ميراثها من والدها، وزّوجها لصديقه الفاسق، وهي لا تملك ما يعيلها أو يعيلني.
سألتها:
ــــ منذ متى تعيشين برفقة حسام؟
قالت:
ـــ منذ أن كان عمري سنة واحدة، فقد توفي والدي قبل و لادتي، ثمّ مات جدّي بعد ذلك، فأراد خالي التّفرّد بالميراث، وأقنع أمّي بالزّواج، ثمّ باع كلّ شيء وهاجر، ومنذ ذلك اليوم ووالدتي تعاني، ثمّ صارت معاناتنا مشتركة.
سألتها:
ــــ ولماذا قتلته الآن بالذّات؟
وقفت فجأة وقالت بهدوء:
ــــ كنت أدافع عن شرفي.
ذهلت لشجاعتها وجرأتها، وقبل أن أنطق بكلمة واحدة قالت: ــــ لا تقلق يا سيّدي، أعلم أنّ جريمة القتل دفاعاً عن الشّرف للرّجل حكمها البراءة، ولكنّي متأكّدة أنّ المرأة التي تدافع عن شرفها مصيرها الإعدام.
طلبت من الكاتب أن يختم التّحقيق بعبارة:
تسجن لمدّة سبعة أيّام على ذمّة التّحقيق للنّظر في ملابسات القضيّة.
في طريق عودتي إلى المنزل رحت أفكّر بسمر ومثيلاتها في مجتمعنا من اللواتي يعانين بصمت، وفي البيت احتضنت ابنتي سمر ذات السّبعة عشر ربيعاً، وأنّا أستعرض أسماء زملائي المحامين بحثاً عمّن يتولّى الدّفاع عن القاتلة الضّحيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2/ من الجاني؟
(النص الذهبي الفائز في مسابقة الرؤى الكبرى الأولى لإبداع القصة القصيرة الواقعية)
(القصّة مستوحاة من حادثة حقيقيّة وقعت في إحدى الدّول العربيّة)
هبّت من نومها مذعورة، راودتها كوابيس كثيرة الليلة الماضية، أسرعت نحو المطبخ، يا إلهي! كم تعاني المرأة، لا أدري من الأحمق الذي دعا إلى عمل المرأة خارج منزلها لتصبح تحت رحمة سيّدين؛ مدير عمل وزوج مزاجي، هزّت رأسها باستسلام كي لا تورّطها ذاكرتها بصراع مبكّر، حضّرت لطفليها زوادة يوم دراسيّ طويل، أيقظت الجميع، زوجها وأولادها، مهمّة الزّوج إيصال الطفلين إلى المدرسة، و هي ستأخذ طفلتها الرّضيعة إلى حضانة في قسم ملحق بعملها، ارتدت ثيابها على عجل، وحملت حقيبتها وطفلتها، وضعت طفلتها النّائمة في المقعد الخلفي وانطلقت، كان الزّحام شديداً، نظرت بقلق نحو السّاعة، ستتأخّر كعادتها، ودوّى في سمعها صوت المدير: "ستتلقّين عقوبة صارمة إن تأخّرت غداً، من المتوقع أن يزورنا وفد رفيع المستوى، ويجب أن تكون مديريتنا بأمثل صورة".
توقّفت أمام أحد المتاجر، طفلتها بحاجة إلى حفاضات، اشترتها سريعاً، وألقتها إلى جانب طفلتها التي ما زالت تغطّ في نوم عميق، ستصل سريعاً وينتهي يوم آخر من الشّقاء الوظيفي، ركنت سيارتها في المكان المخصّص، ونزلت مسرعة وهي تحمل حقيبتها، لمحت مديرها يمرّ عابراَ نحو أحد المكاتب، أغلقت السّيارة بقفلها الأوتوماتيكي، دخلت سريعاً وجلست على مكتبها، حمدت اللّه في سرّها، لم يلحظها المدير، لحظات وانشغلت المديريّة بالوفد، كان عليها أن تشرح طبيعة عملها، وتثني على المدير، وتشكر الدّولة على ما تقدّم من تسهيلات لراحة الموظّفين، استمرّ العمل على قدم وساق حتّى نهاية ساعات الدّوام، حملت حقيبتها وانطلقت نحو الحضانة، سألت المشرفة إن كانت طفلتها قد تسبّبت بالمتاعب اليوم، نظرت المشرفة مدهوشة في عينيّها، لم تنتظر جواباً، ركضت مسرعة نحو سيّارتها المغلقة، ومن نافذتها شاهدت طفلة صغيرة بعينين مغلقتين وصدر هامد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد
قراءة نقدية في قصيدة نثرية / مارقٌ بار للشاعرة السورية روضة الدخيل / القراءة النقدية للناقد المغربي علي اليدري العلمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/ القصيدة:
مارقٌ بار.
روضة الدخيل / سوريا.
دعني
أهندسُ تضاريس الفوضى
أقصُّ يباس الغصون
أقطّعُ الأسلاكَ الشّائكة
على حدود الوهم
وألوذُ بعينيك
ليزغرد الصّداح
دعني
أُمرّغُ وجهي بطهر ترابك
أكسو الحروف ببُرد التّيه
أُطلقُ عنان الجنون
لأنظم فيك قصيدًا
بحبر الرّماح
دعني
أتسلّقُ سنديانة قامتك
أصيرُ ريشة الأشيب شعرك
لتولد أغاني الطين
وحكايا التّكوين
ولوحاتُ حلم الذابلين
في الأزقّة المنسيّة
بلون النّاصع الياسمين
دعني
أعلنُ أنّني عبدُك
وبمسّ لعنة عشقك مصاب
فلا تلقني في مهاوي الغياب
فأتلعثمُ
كلّما طأطأ هامتي الانكسار
دعني
أعبرُ دروب المفردات
شاردًا
كطيورٍ مطرودة من غابةٍ
استأسدت فيها الذّئاب
كي لا تنفيني في المسوّدة
وتلدغني بعقرب الإقصاء
فيتوقّفُ النّبضُ
وتبقى أنت
وعمقُ الجراح
دعني
أتمدّد على عتباتك
يا كلّ عالمي
لتفيضك جداولُ أوردتي
فتروي قفرك
وتتربّعُ في عرينك
مكلّلًا بالكبرياء
دعني
وأنا كُرمى لك
سأتلاشى كفجرٍ
هام مُتيّمًا
بنجمة الصّباح
روضة الدّخيل.
سوريا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2/ القراءة النقدية:
الأديب الناقد المغربي الأستاذ علي اليدري علمي
دعيني أقول لك يا روضة: باسم الله، وما شاء الله على هذا الإبهار منك، احتفاءً بلغة الضاد، وصديحًا بأجمل آيات القريض، لا أعتقد أن كل هذا الأمر هو نتاج عمل واجتهاد فقط، بل ثمة تلويح بفطرة فن ولدت عليها الشاعرة، وعرفت منها تعهدًا وصقلًا موازاة مع كبرها، فما أبهى التجلي منها هنا في قصيد بعنوان "مارق بار".
لذلك، فالوقوف عند عند محسنات البديع في القصيدة، لا يعدو أن يكون نافلة كلام... دربة عالية من الشاعرة في التعامل مع اللغة، انتقاء بارع للفظ، بماهية وظيفية، إيحاء بالثراء الكامن، استعماله بتعدد صيغ الاشتقاق، ترصيفه في تعبير سلس، للالقاط أو رسم لوحات بديعة. ويترتب عن ذلك إيقاع موسيقي يتناغم مع سيكولوجية متأرجحة بين عمق الشجن، ولهيب التوق للقبض على هدف يلوح من هالة سراب. ويكتمل البهاء، عندما نقف على بعض مسافة من القصيدة، نتأمل فيها معمارًا بديعًا تنتظم فيه الطوابق بتناغم فاتن، يستوقفك عند كل طابق منبه بمنطوق "دعني"، إيذانا ببلوغ طابق جديد.
"مارق بار"، عنوان القصيدة عابئ بما هو مفترض فيه من محمول الإثارة، والإدهاش، وثراء التوقع، وإيقاظ فضول الاستكشاف لدى القارئ.
فمن هو يا تراه، هذا المارق البار؟ كيفه يجمع بين الشيء ونقيضه، وما تجليات المروق والبر فيه؟ هذه بعض من الأسئلة التي تراودنا من خلال العنوان، فنستعجل الخطى قراءة في القصيدة، تلمسًا للجواب، عسانا نلوي على شيء من ذلك.
كم هو لبيب هذا الصادح، وهو يتودد للحظة تأسيسية لمسعاه، تتيح له ترتيب أموره، لتكون مُناهُ على قدر من الشرعية، لحظة يهندس خلالها الفوضى المستشرية، يقص شائب الغصون، يقطع الأسلاك الشائكة على حدود الوهم، ويلوذ بعيون موطن خلاص، تبيح للصادح زغرودة فرح، شغوفًا وجدتني، ومعي كل القراء لا ريب، أتهيأ هكذا، وأصوب سهمي في نفس الاتجاه... أينكر أحدنا أن الفرح منتهى بغيته، وأن عيونًا حاضنة بصدق وطنه الأثير!؟
وينظر الصادح إلى مخاطبه، بقامة سنديانة، يتودد لو يتسلقها، وصولًا إلى أعلى عرش فيها، لاستعادة لحظة الفطرة، ولادةً، وتكوينًا، وحلمًا بلون الياسمين الناصع، فشكرًا لك أيها الصادح، وقد وجهت أحلامنا وفق روعة المشتهى.
ألهذا القدر من التيتم بنظيره، يبيح الصادح له نفسه عبدًا!؟ لكن لا عجب، فالانفطار هكذا، إنما هو نتيجة حتمية لمس جنون عشق، وإنما ملتمسه، ألا يطعنه ضنينه بسهم الهجر، ويلقي به في مساحة الغياب، فيختل خطابه في لحظة انكسار.
أبعد نقطة في مسافة العشق، وصول درجة التذلل، وها صاحبنا يمرغ وجهه في التراب، ملامسه طاهرًا، مستسلمًا لجنون عشقه، ينظم في خله قصيدة بحبر الرماح، نذرًا إياها للخلود، فكيف لا يتداعى المعشوق أمام هذه الطقوس.
شاردًا، يتدفق الصادح قصيدًا، ينتقي لصياغتها لفظًا زبرجديًّا، كطيور هاربة من بطش ذئاب الغاب، كي تكون القصيدة جديرة بالاحتضان، لا تنتهي إلى سلة الإهمال، فيتوقف العزف بلحن الحياة، لفائدة طيف الضنين، والجراح، فيا خجله، من لا يفغر لذي القصيدة كل مسامه، كيت تتسرب إلى عمق الأحشاء، وتجري مع دفق الدم في الشرايين!؟
وليس الصادح، ببشاعة جشع، يتزلف إلى ضنينه، ليلتهم ما به من دسامة مكنوز، بل يتوق أن يتمدد على أعتاب يرى فيها رحب عالمه، فيرويه بدفق شريانه، ليستحيل القفر خصيبًا، ويكلل صاحبه بتاج الكبرياء في عرينه.
وبنبرة مستريح من تعب مطاردة مناه، يختزل الصادح هويته لمخاطبه، بوتقة كرم تتلاشى كفجر هائم، تيتمًا بنجمة الصباح، بحلم يختزن معنى الحياة.
أتكفيرًا عن مروقه، يتدفق الصادح هكذا!؟ أم تكريسًا لحقيقة بر ساكن، وتبديدًا لسوء ظن عارض، يفعل هذا!؟ وفي كل حالات الجواب، تظل الوصفة كما قدمتها الشاعرة روضة الدخيل في غاية الإبهار.
سيتساءل القارئ، من غير شك، كيف تتحدث الشاعرة بلسان عاشق ولهان، وكان حريًّا بها أن تصدح بمشاعرها، ومطامحها، فتنتصب قطبًا، إليه يستطاب السعي؟
هو السؤال مشروع في نطاق المعتاد، لكن الشاعرة رامت إلى الإدهاش بها الشكل من المقاربة، ووضعت العاشق المؤمل على تحدي أن يكون بالوصفة التي حددت معالمها، فمن يستطيع تمثل هذا، ليفوز بعشقه المرتجى!؟
علي اليدري العلمي.
المغرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
=ترجمة أدبية:
1/ ترجمة نص "ضلال شرق" للشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل.
النص فائز بالرتبة الذهبية في مسابقة الرؤى الكبرى 3 لإبداع قصيدة النثر الحداثية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/ الترجمة الأدبية إلى اللغة الفرنسية:
* Aubes ténébreuses*
Écrit par: Rawda Aldakhil (Syrie)
Traduit par: Khadija Elhamrani (Maroc)
Ainsi s'ouvre ma prière:
À tes yeux toute la clarté
À l'heure où l'aube
Ôte son turban
Annonçant la naissance
Du soleil levant
Ainsi s'achève ma prière :
À mes yeux
Un fard en cendres
Des larmes comme abluant
Et un sang
Bleu,
Glacé
Dans les veines coulant
Mon Dieu !
Comment l'Euphrate embrasse-t-il
Cette prostitution
Faisant trembler les colombes
Réduisant au mutisme
Leur roucoulement
Sous le rugissement
Des foudres?
Comment le Tigre embrasse-t-il
Au coucher
Ses envahisseurs
Le coeur n'ayant
De pouvoir
Que les battements et la peur?
Le long de mes cartes
Tous les itinéraires
Tremblent
Dans les ténèbres,
Et sans linceuls
S'étirent à découvert
Les dépouilles des rêves
Le cœur de l'Orient
Telle la pierre
Gémissant
Se rompt
Sous les roues des chars amis
Après tant d'accords corrompus
Et de vœux rompus
Les poêles d'hiver
Boudent une chaleur
Dont les guerres intestines
Ont dépensé l'énergie
Les cimetières remplis
Les champs
En pâture aux corbeaux
Et les saisons
Sont sans récoltes
Qu'est-ce qui est étrange
Si l'automne est dominant?
Sur les collines
Les alouettes hululent
Et chaque fois que passe un nuage
Le brisent au fond
Les rafales de vent
En Orient,
Nul drapeau
Hissé sur son mât
Et les oisillons
Migrent vers d'autres cieux
Comment vivrait
Un être... humain
Alors qu'à chaque lever du soleil
L'Orient se remplit de ténèbres?
Khadija Elhamrani
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص العربي المترجم:
ضلال شرق
للشاعرة روضة الدّخيل / سوريا
= المناسبة:
لأنّ الواقع يغرقنا كلّ يوم في مستنقع جديد، ينتهك إنسانيتنا بلا تمهيد، فنشعر أنّنا مهمّشون مبعدون عن الحياة، تبتلعنا دوّامات الحيرة، تنهش لحومنا مخالب العجز، لا أحد يسمع أنين نداءاتنا، أو يفتح لنا بابا ولا حتّى كوّة ليطلّ علينا شعاع أمل، أو نسمع حفيف وعد فنعيش انتظار حلم، ولأنّنا لم نمت بعد، فمن حقّنا أن نكون من روّاد الحياة.
هذه قصيدتي مرثيّة عالمنا الذي طال احتضاره
= النص:
إهداء: (إلى الجميع...
والكلّ في غياب).
ضلال شرق.
فاتحة صلاتي
لعينيك النّور
حين يخلع الفجر العمامة
معلنا
ميلاد الشّروق
وخاتمة صلاتي
لعينيّ الرّماد كحلا
والدّموع الغسول
فتتجمّد الدّماء
زرقاء في العروق
ربّاه
كيف يحتضن الفرات
البغاء
والحمام ينتفض
مبحوح الهديل
على هدير
وقع البروق
وكيف يعانق دجلة
عند الغروب
الغزاة
والقلب لا حيلة له
سوى التّوجّس
والخفوق
كلّ الدّروب على امتداد خرائطي
بحالك الظّلمات ترفل
وفي العراء
بلا أكفان
تتمدّد جثث
الأحلام
وفؤاد الشّرق كالحجارة
يئنّ
تحت عجلات عربات صديقة
بعد انفراط عقود
ونكث عهود
ومواقد الشّتاء صائمة
عن طيف دفء
أهدرت وقودها
حرائق الدّماء
كلّ المقابر عامرة
والحقول مراتع الغربان
وبلا حصاد
هي المواسم
ما الغريب
فالسّيادة للخريف
وللقبّرات على التّلال
نعيب بوم
فكلّما مرّت سحابة
بدّدتها في الصّميم
ريح صرّ عاتية
ما عاد في الشّرق علم
مرفرف فوق سارية
والعصافير الصّغيرة
قافلة
لوجهة أخرى
فكيف يحيا كائن...
إنسان
والشّرق كلّ شروق
يعجّ به الظّلام
روضة الدّخيل.
سوريا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2/ ترجمة أدبية لنص: سلم في العراء.
الشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل.
المترجمة: الأديبة المغربية الأستاذة خديجة الحمراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* Une échelle à la belle étoile *
Écrit par: Rawda Aldakhil
Traduit par: Khadija Elhamrani
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/ الترجمة الأدبية:
Ma maison est sans toit
Et toi
Tu dis que tout le ciel est à moi
Comme tout ce qui est beau
Alors comment éviter la morsure du froid
Faire taire ces gémissements
Et nourrir en paix
Les bourgeons de mes rêves
Apprends-moi à meubler
Ce grand vide
Pour fonder une contrée
Y construire un mur qui repousserait la menace
Et protégerait mon étoile pour qu'elle ne disparaisse
Avant l'heure
Et étouffer ce cri obstiné à jeter des sorts
D'une faim amère
J'aimerais devenir une brise légère
Pour que dans mes bras
Les oiseaux trouvent réconfort
Et jusqu'à ce que
Les ruisseaux me déclarent leur amour
En chantonnant de ruissellement
Et que je survole légèrement les collines
Caressant des palmiers les cimes
Je panserai mes blessures avec du fiel de patience
Pourvu que cette longue nuit
Flétrisse et dépérisse
Rawda Aldakhil
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2/ النص العربي:
* سلّم في العراء *
لا سقف لبيتي
وأنت
تقول بأنّ السّماء بأسرها
ملكي
كما كل ّ شيء جميل
فكيف أغيّب لسعة برد
وأُصمت صوت العويل
لأرعى بأمن ٍبراعم حلمي
فعلّمني كيف أؤثث
هذا الفراغ الكبير
لأصنع أرضا
وأبني جدرا يصدّ الوعيد
يحمي نجمي لكيلا يأفل
قبل أوان الرّحيل
ويخرس نعيبا عنيدا
لكيلا يلقي
تعويذة الجوع المرير
لكم أتمنّى أن أكون نسيما
لتأنس بحضني الطّيور
وحتّى تبوح الجداول بحبّي
حين تغرّد صوت الخرير
و أرقى بخفّة أحلّق
فوق التّلال
ألامس قمم النّخيل
أضمّد جرحي بعلقم صبر
عساه يخجل و يذوي
هذا اللّيل الطويل
روضة الدّخيل
تعليقات
إرسال تعليق