ركح الرؤى = للإبداع المسرحي ونقده / مع المسرحي والناقد المصري الأستاذ حسام الدين مسعد.
= ركح الرؤى =
للإبداع المسرحي ونقده.
مع المسرحي والناقد المصري الأستاذ حسام الدين مسعد.
للإبداع المسرحي ونقده.
مع المسرحي والناقد المصري الأستاذ حسام الدين مسعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عوائق اللغة، وغياب الدلالة في مسرح الشارع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن كنا اتفقنا سويًّا علي أن الفكرة في مسرح الشارع يجب أن تراعي فيها دراسة قضايا وحتياجات الشارع، مع مراعاة الدراسة الديموغرافية للجمهور المتلقي لرسالة العرض المسرحي: (الديمغرافيا، هي فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو "الإنجاب والوفيات والهجرة"، ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل، وغير ذلك في إحدى المناطق)، وهذه الدراسة لخصائص السكان في إحدى المناطق، هي المدخل الأول لرسالة العرض المسرحي، والتي ستحدد لغة العرض، أو بتعبير أدق ستحدد أداة التواصل مع متلقي العرض في مسرح الشارع.
فإن كان البحث المستمر، في تكوين العلاقة الثنائية بين الممثل والمتلقي في مسرح الشارع، يسعي بجدية لأن يجد المتلقي نفسه جزءًا مشتبكًا ومتشابكًا مع عرض مسرح الشارع: فهل من المتصور أن تحدث هذه التفاعلية في غياب لآداة التواصل للجسر الوهمي، الذي يعبره ممثل مسرح الشارع نحو المتلقي؟ هل من المتصور أن يتم عرض لغته تختلف ولغة المتلقي؟
وهل من المنطقي أن تغيب الدلالة في مسرح الشارع، الذي يسعي لإيصال رسالته ببساطة ويسر لجمهور تجمع بشكل عشوائي مع اختلاف ثقافته ولغته وأيدولوجياته؟
وهل من المنطقي أن تغيب الدلالة في مسرح الشارع، الذي يسعي لإيصال رسالته ببساطة ويسر لجمهور تجمع بشكل عشوائي مع اختلاف ثقافته ولغته وأيدولوجياته؟
إن اللغة هي نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة، وبدون اللغة يتعذر نشاط الناس المعرفي.
ترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني، ومن خلال اللغة تحصل الفكرة فقط على وجودها الواقعي، كما ترمز اللغة إلى الأشياء المنعكسة فيها، فاللغة هي القدرة على اكتساب واستخدام نظام معقد للتواصل، وخاصة قدرة الإنسان على القيام بذلك، ولكي يحدث التواصل التفاعليةَ الدلاليةَ له يجب أن نعلم ماهو علم الدلالة .
= تعريف علم الدلالة:
هو علم يهتمّ بدراسة المعنى، ويُعرف أيضًا بأنه العلم الذي يهتمّ بدراسة الشروط الواجب توفرها في الرمز حتى يكون قادرًا على حمل المعنى.
ـ أنواع الدلالات:
١- الدلالة الصوتية: وهي تعني طريقة نطق الكلمة؛ حيث يُمكن للمعنى أن يتغيّر باختلاف نبرة صوت الكلمة.
٢ـ الدلالة الصرفية: وهي نابعة من علم الصرف، من خلال أبنية الكلمات وصيغها.
٣ـ الدلالة النحوية: وهي تعني طريقة ترتيب الكلمات داخل الجملة؛ فالجملة في اللغة العربية لها ترتيب محدد لا يجوز أن يختل، وإلا اختل معناها.
٤ـ الدلالة المعجمية، أو الاجتماعية: وهي تعني ما تحمله الكلمة من معنى يصل إلى الذهن عند سماع هذه الكلمة؛ ولكل كلمة معنى مُعيّن في المعجم على الرغم من أن بعض الكلمات يمكن أن تحمل عدة معاني.
إذا تصورنا أن هناك متلقيًا يجهل اللغة العربية، وتَوَاجَدَ مصادفةً في مكان لعرض مسرح الشارع، فهل ستصله رسالة العرض الناطق بالعربية؟ لذا علينا أن نكترث لأداة تواصل أخرى تعنى بالدلالة... لغة أخرى تكسر عوائق اللغات واللهجات الحية، إنني أقصد اللغة الجسدية للممثل في مسرح الشارع تلك اللغة المعنية بعلم الدلالة. إن إدراك المتلقي للمسرح يعد شكلًا من أشكال التفاعل الاجتماعي مع المؤدين، الذين يكتسبون بفضل هذا المتلقي قيمًا دلالية ورمزية، الأمر الذي يؤثر بدوره وجدانيًّا في جمهور المتلقين، وبناء على، ذلك فإن الانطباعات المتبادلة بين الممثل والمتلقي تكون عن طريق الصورة، التي يمثلها جسد الممثل، الذي يعد وفق ذلك أساس اللغة المشتركة بين الممثل والمتلقي، الأمر الذي يمكن معه القول بأن المعني الدلالي في المسرح يكمن في الاستخدام المتولد من العرض، حيث يبدأ المتلقي في تفسير الدلالات، والوصول إلى المعاني التي يرسلها العرض، وذلك بعد أن يخلق نوعًا من الصلة الإدراكية، التي يتواصل بها مع العرض، ولاسيما مع هذه الأجساد المعبرة التي تتحرك أمامه في تدفق آمن وشامل من الدلالات النهائية. إن جسد الممثل هو أداة نقل فاعلة للنص الأدبي، من خلال المفهومين السياقي والإشاري للشخصية، وبناء عليه، فإن الصور الديناميكية الواقعية، والخيالية التي يقوم بها الممثل، معتمدًا علي جسده، تقوم بإثراء الشخصية المؤداة. إن ما يبتكره الممثل من صورة جسدية ملائمة للشخصية، نوع من التكميل للنص المكتوب، كما أنه يتيح المجال للممثل ومن ثم المتلقي، أن يفسر دلالات النص الذي يطرحه المؤلف.
إننا قصدنا من مقالنا هذا إيضاح أمرين ضرورين في إزالة عوائق اللغة، واللهجات في مسرح الشارع وغياب الدلالة، وهما إيجاد لغة دلالية تواصيلية للمتلقي، وهي اللغه الجسدية للممثل، وثانيهما التأكيد علي دور وتدريب ممثل مسرح الشارع، هذا الفنان الذي يجب أن يتميز بحرفية خاصة، حتي لا تغيب الدلالة عن العرض المسرحي .
= مصادرالمقال:
1- كتاب أنطولوجيا مسرح الشارع / د. بشار عليوي.
تعليقات
إرسال تعليق