مارقٌ بار / قصيدة نثرية / الشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل.
مارقٌ بار
دعني
أهندسُ تضاريس الفوضى
أقصُّ يباس الغصون
أقطّعُ الأسلاك الشّائكة
على حدود الوهم
وألوذُ بعينيك
ليزغرد الصّداح
دعني
أُمرّغُ وجهي بطهر ترابك
أكسو الحروف ببُرد التّيه
أُطلقُ عنان الجنون
لأنظم فيك قصيداً
بحبر الرّماح
دعني
أتسلّقُ سنديانة قامتك
أصيرُ ريشة الأشيب شعرك
لتولد أغاني الطين
وحكايا التّكوين
ولوحات ُحلم الذابلين
في الأزقّة المنسيّة
بلون النّاصع الياسمين
دعني
أعلنُ أنّني عبدُك
وبمسّ لعنة عشقك مصاب
فلا تلقني في مهاوي الغياب
فأتلعثمُ
كلّما طأطأ هامتي الانكسار
دعني
أعبرُ دروب المفردات
شارداً
كطيورٍ مطرودة من غابةٍ
استأسدت فيها الذّئاب
كي لا تنفيني في المسوّدة
وتلدغني بعقرب الإقصاء
فيتوقّفُ النّبضُ
وتبقى أنت
وعمقُ الجراح
دعني
أتمدّد على عتباتك
يا كلّ عالمي
لتفيض جداول ُأوردتي
فتروي قفرك
وتتربّعُ في عرينك
مكلّلا بالكبرياء
دعني
وأنا كُرمى لك
سأتلاشى كفجرٍ
هام مُتيّماً
بنجمة الصّباح
روضة الدّخيل
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق