مسار الرؤى / ألف سيرة وسيرة / ورقة الأديبة السورية الأستاذة ليلى أحمد.
{ مسار الرؤى }
[ ألف سيرة... وسيرة ]
* منصة التعريف بسير مثقفات الرؤى المبدعات ومثقفيها... بشكل خاص مائز ]
——————————————————
[ إعداد وإدارة الأديب المغربي الأستاذ عبد الرحمن بوطيب مؤسس مدير عام مجلة الرؤى العربية للإبداع والنقد ]
——————————————————
* المحطات، والمرفقات الرسمية في الورقة:
— العتبة.
— السيرة.
— سين / جيم.
— المرفقات الإبداعية.
——————————————————
4/ ورقة الأديبة السورية الأستاذة
ليلى احمد
——————————————————
* العتبة:
عندما نتحدث عن تجاور الإبداع والإمتاع... وعن تجاور التواضع والطموح في ذات واحدة؛ فإننا لا شك سنتحدث بالضرورة عن أديبة متعددة العطاء، خلوق، متواضعة... طموح.
شاعرة ناثرة... قاصة... هايكيست... وناقدة هادئة... ناقدة تتساءل، لا تصدر الأحكام جزافاً... تشرك متلقي دراستها في الأحكام... وتورطه.
شاعرة شفيفة البوح... تهرب من الذات إلى الذات... وإلى نابض من حب... ومحاكمة علاقات.
قاصة صارمة... تفضح علاقات بالية... تنتصر لامرأة مهضومة حق في حب وأسرة.
هايكيست ذكية العين... مرهفة الحس... عميقة الرسائل.
ليلى احمد.
——————————————————
* السيرة:
— ليلى احمد، أديبة سورية، مواليد طرطوس 1959.
— خريجة تجارة واقتصاد / جامعة دمشق.
— عضو رابطة القصة القصيرة في سوريا.
— عضو الملتقى السوري للنصوص القصيرة.
— عضو ديوان العرب للنشر والتوزيع.
— عضو نادي الهايكو والهايبون والتانكا.
— شاعرة قصيدة نثرية.
— صدر لها عن "ديوان العرب للنشر والتوزيع" ديوان شعري.
— شاركت في ملتقيات القصة القصيرة جداً، وفي الملتقى السوري للنصوص القصيرة.
— لها مشاركة في "ديوان خوابي الحروف" الورقي الصادر عن "مجلة الفنون والآداب" الالكترونية والورقية.
— لها مشاركة في كتاب الرابطة السورية للقصة القصيرة جداً "أشرعة من ضوء" / الجزء الثاني.
— شاركت في "كتاب عطر السرد" في بلاد الشام، الصادر عن "أمارجي السورية" / العراق بمجموعة من القصص القصيرة جداً.
— طبعت لها مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان (اقرضني ساعة حب).
——————————————————
* س / ج:
س 1/ ما هدفك من الإبداع؟
ج 1/ أنا أحقق ذاتي اللاهثة دوماً خلف اقتناص الجمال في الطبيعة لنشره في نصوص أدبية، أرجو أن تبهج النفوس.
س 2/ هل أخذت القصيدة النثرية مكانتها التي تستحقها كنوع شعري حديث، أم لا؟ وما السبب؟
ج 2/
أرى أن القصيدة النثرية تقترب من السدة بعد أن أثبتت جدارتها في نقل الأحاسيس الأكثر تعبيراً عن حال الإنسان المعاصر، وقد لاحظت تحول كثير من الشعراء التقليديين إلى الشعر الحديث.
وأود أن أشير إلى أن القصيدة العمودية لم تفقد بريقها.
س 3/ ما رأيك في الحركة الإبداعية "الفيسبوكية"؟
ج 3/ أنا مدينة للحركة الفيسبوكية في ظهور نصوصي وإبداعي، وفي تطوير تجربتي.
هي حركة لها أثر إيجابي في نشر الأدب، والتعريف بالمبدعين، ونشر مؤلفاتهم.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن هذا الفضاء سمح للكثير من المتطفلين على الأدب بالظهور والخوض في ما ليسوا أهلاً له، غير أن الزمن كفيل بالغربلة.
س 4/ ما رأيك في الحركة النقدية "الفيسبوكية"؟
ج 4/ أما عن النقد في هذا الفضاء الفيسبوكي، فقد اعتراه ما اعترى الأدب، وتراوح بين الغث والسمين...
هناك جهات نقدية بنقاد برعوا، وهناك من تطفل على هذا الفن، وأدلى بدلوه من دون سابق معرفة، وبلا منهج.
س 5/ هل تؤدي الأنشطة الثقافية الحضورية دورها الثقافي في هذه المرحلة ؟ ولماذا؟
ج 5/ أما عن الأنشطة الثقافية الحضورية، فأرى أنها انتعشت أكثر، بغض النظر عن مرتفقيها وعن مدى إبداعهم وصلاحيتهم.
س 6/ ماذا عن تجربتك الإبداعية انطلاقاً من أعمالك المطبوعة؟
ج 6/ أنا مازلت أحبو في عالم الأدب والتأليف، غير أنني سعيدة جداً بإصداراتي على قلتها.
لدي مجموعة شعر نثرية بعنوان (اقرضني ساعة حب)، وهي نصوص وجيزة،
ولدي مشاركات في مجموعات قصص قصيرة جداً أعتز بها.
أرجو من الله أن يعينني في إصدارات أخرى.
——————————————————
* مرفقات إبداعية:
= باب قصيدة النثر:
* بيني وبينك ماقالته الريح للبحر*
بيني وبينك ما قالته الريح للبحر
ما ساقته من سحاب
وما آل إليه الوطن
بيني وبينك
ما تناقله الأبناء من أحاديثنا وأحلامنا
وما خرج من نوافذ الحلم إلى دائرة الضوء
فبهتت ألوانه.
بيني وبينك لوحات عتيقة
رسمها الأجداد
أودعوها مخازن الذاكرة
حملونا أقلامهم ووصاياهم
ولم يرحلوا.
بيني وبينك أغاني الحصادين
وحفيف السنابل
حكايات الحرب
بريق نجوم غامضة
ووجه القمر
فلا تنكر علي غيرتي
ولا تذهب بعيدا
الدروب مفخخة بقصائدي
الشاطىء يحفظ وقع أقدامي
وهدير الموج يمازج أغنيات.
بيني وبينك
وطن أدمته الجروح
وأغرقته الدموع
فهل أنهيت القصيدة.
——————————————————
َ* نصوص من المجموعة الشعرية (اقرضتي ساعة حب).
1/ ويسألونني أتحبين؟
وأقول
بل إن روحي تفيض
فأهنأ.
2/ أصابعه التي فكفكت ضفيرتها
تحولت إلى أعواد ثقاب
أحرقت الغابة
بكت أشجار الصنوبر
عطراً مقدس الضوع.
3/ كَعَيْنٍ حوراءَ جاء قرطاسهُ
عرّش التفاح على وجنتيّ
وتدلت عناقيد توميء إلى أصابع تمسح غباشة ولهاث النبض يعلو
إلى سماء تختزن القمح لزمن آخر
رحت أفك خيط بصمة
أعلقه بخطّاف عيني
لتلحق طيارة ورق
ترفل بثوب حبره.
4/ أصابعي التي لامست كفيك راحت ترش الندى على يباب الروح
فأجزل الغيث
وانسكب في ينابيعي بريقا
وبهجة إله
يعتصر المزن راحا
وحنيناً لوتر.
5/ خذ قلبي
وهبني البحر
أنظم لك الشعر
خذ قلبي
وارسم لي سُلّماً موسيقيا
لعلي أتسلق الأنغام
فأغدو رسالة عاشق
يتناقلها الموج
إلى مرافئ آمنة.
6/ كان المكان مزدحماً بالرحيل
بلا موعد
كان قلبي مزدحماً بك
تتالى الموج منكسرا
ناء الشاطىء باللقى المسحورة
وظلال الغيم
على خد البحر.
7/ أقرضني ساعة حب
أعيدها إليك أنشودة
وإن نسيت
لك أن تقاضيني
وسأدفع الغرامة
حفنة من زهر
وضمة ريحان
وقلب.
8/ وعلى الهامش
كتبت
لقد أحببتك سراً وجهرا
ومدت يداً إلى السطور
تمحو مرارتها
بكت الورقة الحبر
وتكورت.
9/ من الغدو إلى الرواح
تنتظر العصافير عند النبع
وقلبي
تعبث الريح بوجه الماء
ووجهي
لا تخف
لن تشي بنا الأشجار
ها هي تتشابك
لتداري...
قبلاتنا.
10/ قصرت ثوب القصيدة
لتظهر مفاتنها
وتصبح أكثر غواية
تبعثرت الكلمات وتعثرت
بوميض برقك
لاذت بأكمام الزهر
فانداح العبير
ينابيع سخاء
ها أنذا أبادل الحروف
بحبات المطر
لؤلؤاً لجيد تعرى
مسه الشوق
فأضحى
مسرحاً لتباشير الربيع
فهل من صائغ.
11/ تعال نتفق
ألا تضيعني
وألا أغيب عنك
تعال نتقابل
قرب جذع الزيتونة الشرقية
بجانب الأقحوانة البيضاء
خلف جفنة البطم
هناك قبرة تقيم احتفالا
قبل سقوط المطر
فتعال.
——————————————————
= باب الهايكو:
{ في حضرة الشوق
أعد نجوم السماء
طويل ليل الأرق }
{ حيرتي عند اللقاء
يسقط قلبي
عاثرة قدمي }
{ أثت حديثي الليلة
امتلك كل اللغات
قصائدي طازجة }
{ حدثني بلا كلمات
موسوعة لغات
عيناك }
{ هبوب الريح
غيوم تتراكض
المطر قادم }
{ الغروب والبحر
لقاء عاشقين
مضرج وجه الأفق }
{ أيام لا أمسكها
أعلق قصائدها
نجوماً للعيد }
{ عام تلو عام
تعبر الذكريات
أمنيات ليلة الميلاد }
{ رزنامة السنة
الورقة الأخيرة
تجاور الأولى }
——————————————————
= باب الهايبون:
* تأويل *
تورطت فيك
"ولات حين مناص"
ما بين البسملة والتصديق
أقع على آيات بتأويلات عدة...
من قال إن الصلاة نجاة؟!
كيف تنجو من من وشاية الصلصال
وهدير المياه في شرايين الآن
تورطت فيك
طاء الطيور
طاء الطين
طاء الطنين
مشفوعة بثنائيات لا نهائية من الحروف
تورطت فيك
ورحت أفتش عن نكهة الواو
في روحي
لذة الاندفاع
متعة الألم
وانبثاق لحظة الحقيقة.
رعشة كفي
ترسم درب العودة
الروح هائمة
——————————————————
= باب القصة القصيرة:
* عدالة *
انفض الجمع بعد أن سووا تربته، وانسحب الأقرباء، بقيتْ وحيدة تغالب دموعها، تسوي التراب المتناثر، وفي سرها تندب حظها العاثر... لم تكن تستطيع أن تعرف ما إذا كانت تبكيه أم تبكي نفسها،
نظرت إلى ثوبها الأسود... سحبت منديلها وشدته تحت ذقنها، وتمتمت:
— "ها قد رحلتَ ولم تصطحب معك أحداً، ولم تحمل معك شيئاً، رحلتَ وتركت لي الدنيا... الدنيا التي لم أحفل بها يوماً، ولم تكن تعني لي شيئاً في غيابك وإهمالك واستهزائك بمشاعري".
أفاقت من شرودها على صوت أنثوي:
— البقية بحياتك.
وقع نظرها على جذع امرأة نحيل الخصر، صعدت نظراتها إلى صدر عريض المنكبين وعنق طويل تتناثر عليه خصلات شعر سوداء
لتلتقي نظراتها بنظرات المعزية، ومن ثم لتقف الكلمات في حلقها كما الشوك لا تستطيع له ابتلاعاً، ولا تسطيع له إرجاعاً... نعم إنها هي... هي التي سلبت عقله وقلبه وجرته وراءها لسنين تاركاً زوجته وأولاده ضارباً بعرض الحائط العهود التي قطعها بأن يكون نعم الأب والزوج.
أعادت النظر إليها متفحصة وجهها ولسان حالها يقول:
— "ماهو السر الذي جعله يتبعها؟".
لأول مرة تشعر بالقوة والحرية... وبحركة سريعة نزعت منديل الحداد وقدمته لها:
— أنت الْأَوْلَى بتقبل العزاء وإعلان الحداد.
——————————————————
= باب النقد التطبيقي:
1/ الذاتي والموضوعي في رواية "المهمات" للأديبة المغربية "فاتحة مرشيد".
{ العنوان الذي يفرض نفسه }
الإلهام لغة: التلقين، تقول: ألهمه الله الخير، أي لقنه إياه.
قال ابن منظور «ما يلقى في الروح» أو «أن يلقي الله في النفس أمراً يبعثه على الفعل أو الترك».
الملهم اسم مفعول من ألهمَ. — مَنْ له قدرة على توليد المعاني والأفكار من شعرٍ ورسمٍ وموسيقى وغيرها.
— شاعر / باحث مُلْهَم.
— مدفوع بقوّة روحيّة.
فكم استطاعت المرأة أن تكون ملهمة في رأي "فاتحة مرشيد"؟
وكم استطاع أبطالها أن يقتنصوا اللحظة المولدة للإبداع عبر تجارب جنسية؟
"فاتحة مرشيد" تطرح موضوعاً خطيراً بجرأة متناهية، وهو أثر الممارسة على حالة الإبداع عند الكاتب، ذكراً كان أم أنثى.
هنا تذكرني بالفنان العالمي "بول غوغان" الذي هجر موطنه إلى جزر تاهيتي للبحث عن البساطة والبدائية في العيش، وليمارس فن الرسم الذي لم يكن يبدع لوحاته إلا بعد معاشرة امرأة.
(أنا صنيع كل النساء)... هكذا يبدأ ادريس كتابه الأخير الذي اعتزل بعده الكتابة... لا لشيء إلا لأنه فقد أداة كتابته، وحسب ما يذكر، كتابته على جسد المرأة، فهو قد أصيب بمرض البروستات، وفقد قدرته الجنسية، وضاعت منه أوراق الكتابة. وهنا أود أن أقول: كم هو هذا الطرح موضوعي وكم فيه من الذاتية؟
"فاتحة مرشيد" تقدم المرأة بكل حالاتها: المثقفة، العاملة،
المقهورة... وبالتالي المستغلة من قبل الرجل في أكثر من موقع.
ولعل أسوأ استغلال ذلك الذي يأتي تحت اسم الملل والروتين، والذي يحاول تبرير الخيانة لكلا الطرفين.
ولعل "فاتحة مرشيد" أرادت أن توصل رسالة في آخر الرواية مفادها أن الجزاء يأتي على العضو الذي كان أداة الخيانة.
عمر مات مع عشيقته، وإدريس، عراب عمر، أيضاً مات من حيث بغى.
(رأيي الخاص):
— هل ارادت الكاتبة الدعوة إلى الحرية الجنسية بعيداً عن الالتزام بالمؤسسة الزوجية، والتبرير للمبدعين بالانفلات من الالتزام.
وأتساءل: هل الإبداع حالة خاصة بالرجل؟
وأعود إلى مفهوم الإلهام كحالة توليد وتلقين روحي كما الوحي الذي اختص به الأنبياء الذكور، ولا ننسى ما طرحته الكاتبة من عادات اجتماعية تخص المرأة في غير مكان من العالم، هناك إشارة إلى المجتمعات غير المؤدلجة دينياً التي تتصرف المراة فيها بمنتهى البساطة والحرية كمخلوق مواز للرجل.
——————————————————
2/ قراءة نقدية في رواية "سبع لفتات" للأديبة التونسية الأستاذة حبيبة المحرزي.
(سبع لفتات) هو العنوان الذي وسم الرواية منذ الفصل الأول الذي أرخ لأحداث "الخميس الأسود" في تونس.
المكان هو مدينة القيروان التي انطلقت منها بطلة الرواية محملة بكل معاناتها كأنثى شرقية... معاناتها بسبب الفكر الديني الرجعي الذي هيمن على كل مفاصل الحياة، هذا الفكر الذي ينسحب على مواقع كثيرة في البلاد، ويظهر كاتجاه ايديولوجي بمواجهة الوجودية التي حاولت البطلة جعلها مبدأ حياة، مستندة إلى كتاب "السّد" الذي ألفه الأديب "محمود المسعدي"، والذي كان قد تقلد منصب وزير التربية والتعليم.
"سارة " هي ابنة القيروان المتمردة التي أخذت مهمة الراوي للأحداث، والتي نقلت لنا عبر شخصيات الرواية الأفكار والعادات الاجتماعية والتيارات السياسية التي كانت تتصارع أثناء حكم الحبيب بورقيبة.
"سارة" ابنة التاجر الذي أنهكه تطبيق بعض المبادئ الشيوعية، حيث خسر تجارته، فهاجر إلى الغرب تاركاً أماً وعدداً من الأولاد في مجتمع متخلف يحتقر المرأة ويحارب تطلعاتها.
"سارة" التحقت بالجامعة في العاصمة، وهناك رصدت العديد من الأحداث الساسية والاجتماعية، وتعرفت على العديد من الفتيات من مختلف أنحاء البلاد، وكل منهن حملت قصة أو قصصاً صادمة حول وجود المرأة، وكانت أفظع قصة هي قصة "تقوى" التي اغتصبها أحد رجال الدين، وما آلت إليه الأمور من زواجها وطلاقها وإنجابها، ومن ثم قهر أمومتها وسلبها الأولاد، لتنتهي إلى إحدى دور الدعارة، وتغيير دينها.
"سارة" تحدثنا أيضاً عن "صابرة" التي سارع الأهل إلى تزوجها بسبب سجنها أثناء مشاركتها في حركات التمرد والاحتجاج الطلابية ضد حكم بورقيبة، والتي كان لها من اسمها نصيب بما عانت من زوجها، ومن ثم عودتها إلى جامعتها.
كما كان للتيار المعتدل وجوده في أحداث الرواية، ف" عبلة" كانت من النساء اللواتي تربين في وسط يعترف بحقوق المرأة، وكانت "زينة" أيضاً نموذجاً جيداً.
لكن "حبيبة المحرزي" التي أخذت على نفسها عهداً بفضح التيار الديني المتطرفة، بما قدمته من نماذج سئية جداً لرجال الدين الذين عرفوا قشور الدين وضغطوا على المجتمع بالتعاليم الدينية المتطرفة.
عم "سارة" كان مثالاً، وزوج "تقوى" أيضاً، وهناك في الرواية أمثلة كثيرة.
أقول إن" حبيبة المحرزي" قد ضحت ببطلة الرواية التي كانت مثال الصمود والتعقل،
فجعلتها تحب ابن عمتها "فراس" وتحمل منه بعد الكثير من الأحداث الدراماتيكية التي أوصلتها إلى ذلك مع أنها كانت كثيراً ما تحاول التخلص، ولكن عبثاً.
لا أدري إن كانت الكاتبة تشير هنا إلى ضعف الأنثى وحاجتها للحب، أم إنها أرادت أن تكمل ما بدأته عن الأحكام الشرعية الجائرة بحق المجتمع عامة، والمرأة خاصة.
لقد وضعت البطلة في أصعب موقف، ليس فقط أنها حملت من حبيبها، بل كانت المفاجأة الصادمة وفق رسالة منه أنه شقيقها الذي أخذته العمة لتتبناه وتحتفظ بسببه بثروة الزوج الثري.
فهل كانت منصفة؟
* إعداد وإدارة الأديب المغربي الأستاذ عبد الرحمن بوطيب.
تعليقات
إرسال تعليق