قضايا التواصل المسرحي / دراسة نقدية / الأديب والمسرحي الأستاذ لحجاب أبو جمال / المغرب.
* قضايا التواصل المسرحي / 1 *
دراسة نقدية.
الأديب والمسرحي المغربي الأستاذ لحجاب أبو جمال.
يؤكد العديد من النقاد المعاصرين والمتخصصين على أن المسرح عملية تواصل أولاً وقبل كل شيء، فهو ممارسة سيميولوجية، لكنه أيضاً حدث ثقافي واجتماعي يدخل ضمن سياسة معينة، واستراتيجية اقتصادية واجتماعية معينة كذلك.
وانطلاقاً من كون الإنجاز المسرحي مكوَّناً من نظام من الأدلة — وهو نظام يتكون من مجموعتين: النص والعرض — فإن هذه الأدلة تدخل في فعل التواصل الذي يحققه الخطاب المسرحي مع المتلقي / الجمهور.
ويعتبر فعل التواصل المسرحي — على حد تعبير الكاتبة والناقدة الفرنسية "آن أوبيرسفيلد" — معقداً، لكنه وبالرغم من ذلك يفهم شيئاً فشيئاً من خلال القوانين المكونة لعملية التواصل المسرحي:
* المرسِل المعقد:
(الكاتب + المخرج + التقنيون + الممثلون).
* الرسالة: (النص + العرض).
-الشفرات، Codes: (اللغة + العناصر السمعية / الموسيقى، والبصرية / الأضواء، والحركات، والديكور، والأكسوسوار، والألوان... + العناصر السوسيوثقافية والفنية).
* شفرات مسرحية محضة:
(الفضاء المسرحي للتشخيص والتنقل).
* المتلقي / Recepteur:
(جمهور متعدد / Public).
— وتعبر "آن أوبرسفيلد" في مؤلَّفها (مدرسة المتفرج / école du spectateur) الصفحة: 10 / عن ذلك بالطريقة التالية:
(ملاحظة أن التواصل المسرحي أكثر تعقيدامن التواصل الأدبي:
المرسِل1: المؤلِّف.
المرسِل2: المخرج>>>>ظروف الإنتاج(إنتاج العرض).
* رسالة معقدة >>>> لفظي - صوتي.
* عدة متلقين (جمع) >>>> تلق سمعي بصري.
— ويتضح من خلال هذا التوزيع أن رد (المتلقي/ المتفرج) على الرسالة رد مباشر وفوري، بعكس رد القارئ الذي يأتي متأخراً دائماً، وقد لا يأتي أبداً.
ولا يوجد فاصل زمني بين عمليتي الإرسال والتلقي، بمعنى أنه لا يوجد فراغ وقتي بين العمليتين... فنجاح الرسالة أو فشلها يتم في التو واللحظة.
وكثيراً ما نجد من يعتبر أن المسرح حكاية نُحْيِيها ونحياها، وقصائد شعر وأغنيات ورقصات تعبر كلها عن فرحة اللقاء والتواصل.
وكثيراً ما نجد من يؤكد على أن إحدى الخصائص الأكثر التصاقاً بالفن المسرحي، وإحدى الوظائف الأساس التي يؤديها هي "التواصل".
فهل صحيح أن المسرح فن تواصلي؟
أم إننا نطلق هذه الصفة على الفنون الدرامية متيحين لأنفسنا بعض التجاوز والتساهل في التعبير والحكم؟
لحجاب أبو جمال.
المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق