{ توقيع } قصيدة نثرية / الشاعر المغربي الأستاذ نور الدين حنيف أبو شامة.
{ توقيع }
قصيدة نثرية
الشاعر المغربي
نور الدين حنيف أبو شامة
من شهقةِ الرّيحِ
إلى رشِيقِ الرّوح
لم أسمع لِعظامي رنيناً.
وسمعتُ ارتطامَ المعنى
في قاعِ الْجنون.
أذكرُ أنّ المسافةَ
بين عيني وعيني
كانتْ بعيدة
مثل قلب أمّ موسى
وكانت تفصلني
عن صرخةِ الضوءِ
ظلماتٌ
نسجتْها نفسي
في حرائقِ القطنِ
والتّراب.
وعجبتُ لهندسةِ الكتاب
كيف تنثرني
عاشقاً ومعشوقاً
في دروبِ الْمحوِ
ومسالكِ الْخراب.
فكيفَ لي الآنَ
أن أجرحَ الغيمةَ
في انْحدار الطل
وانسلالِ الدّمع
من ساقيات الرّجع
لهذي الألحاظ الحزينة
في ليالي الاغتراب...؟
أيا عشقاً تجرفه
رمالُ الرّكض اللّاهت
إلى أبوابِ المجد العابث
ها كفّي شاختْ
عن ممارسة رياضة القُبل
وداختْ
في سماواتِ رشيفِ المقل
لا علم لي
في حلبات الضمّ والرفع
ولا لي في توقيعِ المعنى
على سحر اليمين
وفتنةِ اليسارِ
وبطونِ المواطئِ
حينَ المواطئُ
يرقد فيها العسل.
أنا سهوٌ ملعونٌ
في أروقةِ الحظّ السقيم
والجد العقيمِ والقديم
أسرق حبات التين
من روضات الريح
اقضم من خدّ الماء
أبوس الموج
ولا أستريح.
أعياني الوثبُ
في خساراتي
وجساراتي لم تكن
إلا وهماً في تشريح
أقنعة الروح.
لبستُ ذات يوم
عباءةَ ظلّي
وظلّي كان عليّ
فضفاضا
عوراتي في جهات الشمس
كانت للنابزينَ
أغراضا
مللتُ الطعنَ في الزمن
والزمنُ كان لي
شيخاً واعظا
وكنتُ أنا من زادَ
عن الفيضِ
وفي وهمِ العشقِ
استزادَ حتّى فاض
نور الدين حنيف أبو شامة
المغرب
تعليقات
إرسال تعليق