زمن... ولا زمن / الأديب التونسي الأستاذ لطفي الستي
{ زمن... ولا زمن }
هل ترى الأفق واضحاً... جليا...
هل ما زال الطفل يركض في الحقول...
وجارتنا هل ما تزال تحول الطين جفونا...
والكحل... أما زال يغازل العيون...
والشمس... أما زالت تخترق الضلوع...
تجفف الأسى... الوجع... والدموع...
تأمل الزمن طويلا...
اختل به...
لا تجعل الكلمات ترتجف بين شفتيك في حلقك.
اخرج من خلوتك... حرك بيادق الرقعة...
فقد صدئ الملك على كرسي السلطة...
تجمد الحراس من الصقيع والبلل...
اسأل... ما لك يا زمن...
فما عدت أدرك بعضي... أدرك كلي...
تهت بين أجراس الكنائس وصدى المآذن
ضعت بين صمت البشر وضجيج المدن ...
انمحت عناوين المحطات...
تشعبت المسالك والسبل...
فانطلقت أعدو... أزحف...
أحلق بأجنحة مثنى وثلاث ورباع...
كملائكة احتارت بين سؤال وسؤال...
تردد صدى أمنيات... ذكريات... أحلام...
تبحث عن ملاذ قبل أن تنشر الصحف وتخط الأقلام
تخترق المجرات... بين أساطير الوجود والعدم
فلا تسمع سوى رجع أنفاس حائرة...
بين ارتدادات فناء... رحيل... سفر...
في مهب ريح مزق خيوط النجم والقمر...
فيكبر السؤال بين أنقاض الأجساد والأرواح...
يتعاظم بين تيه وضياع...
ما لك يا زمن.
لطفي الستي
تونس
تعليقات
إرسال تعليق