المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٤

رُعافُ يراع / قصيدة نثرية / الشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل.

صورة
رُعافُ يراع   أركعُ كتمثالٍ حجريّ وأسجدُ أمام البيرق كتقيٍّ تلامسُ جبينه سجادةُ الصّلاة فأتلقّى طعنةً في الظّهر كأفعى سامّة تعتصرُ حمامة سلام في مدن ألف ليلة كلّ القصور قلاعُ رُخام ملوكُها أصنام يحكمُها الجواري الحسان وفي الخيام يتسامرُ العجائزُ حول مواقد الفراغ والحديثُ ذكرياتُ أمان فتغصُّ الحناجر بذرف المحاجر كنسرٍ هرمٍ حزين أصفّرُ في سماء الخريف أرسمُ عكّازاً من الخُزامى وعصاً طويلةٍ من الخيزران أهشّ بها قطعان الغمام عساها تبللُ أحلام العبيد من أوصد نافذة الشّمس وترك الغربان ترعى البيادر حيثُ تنزفُ أغاني الجياع قيحاً ودماء ويغرقُ المساكينُ في محيط عراء عقدتُ العزم على السّفر في اللا طريق زوّادتي يراع ودفترٌ قديم مرتدياً عمامةً سوداء ليعرف العابرون أنّي في حداد أستلقي على رملٍ مُجمّر متوسّداً حلمي وحجراً كبيراً يتربّعُ على بطني لو كنتُ نصلاً لبقرتُ رأس زمني وابتسمتُ كعاشقٍ نجح أخيراً في امتلاك وردة أدينُ لك بمواثيق وفاء عُهود هُيامٍ لتظلّ تيّاهاً تخطو إلى الأبد بكبرياء فلماذا لم تترك لي سوى ظلٍّ أحدب وانحناء للّون الأزرق تحوّلت عيناي فقد أدمنتُ النّظر إلى البحر والسّماء وكلّما طر...

استراتيجية الكتابة بين التماهي والتوجيه التربوي عند أمامة قزيز في مجموعتها القصصية للأطفال "سحر ومعلمة جدها" / نقد / الأستاذة زهور حمودان / المغرب.

صورة
نقد الأستاذة زهور حمودان تقدم [ استراتيجية الكتابة بين التماهي والتوجيه التربوي عند أمامة قزيز في مجموعتها القصصية للأطفال "سحر ومعلمة جدها" ] Zohra Hamoudan El Idrissi Omama Sahar     يقول أحد الباحثين في المنظومة الفكرية لعلم الاجتماع ما معناه أن على كل صاحب مشروع، أن يبدأ ب "التفكير في ماذا، وليس كيف"، لأن "ماذا"، هي التي ستقوده إلى التفكير فيما يجب عمله لتحقيق هدفه، دون أن يعترضه ما يعيق تقدمه الاستراتيجي لتنفيذ مشروعه" وهي الرؤية التي يدركها المتلقي وهو يتابع قراءة وحدات المجموعة القصصية "سحر ومعلمة جدها"، للمبدعة أمامة قزيز؛ حيث يكتشف القارئ المتخصص في الدراسات النقدية، كأن الكاتبة تساءلت عن ماذا عليها أن تفعل، من أجل التحفيز على التفاعل لدى المتلقي المحتمل مع كتابتها، خصوصًا عندما تستهدف الطفل كقارئ. يحكم المجموعة متخيل سردي مؤطر بهدف تربوي لا يخلو من متعة، تنعش مخيلة القارئ الصغير، مما يوحي بوجود مقصدية استراتيجية خاصة بالكتابة للطفل، مع نوع من التماهي مع القيم التربوية، وهو ما يسفر عن الخلفية التعليمية للكاتبة. الكتابة لل...

أنا ظل نسبي / قصيدة نثرية / الشاعرة المغربية وفاء أم حمزة اجليدا.

صورة
  * أنا ظل نسبي *   في ظهيرة حبري   أهرس صوت الريح   أمضي إلى غربة تعد أسلافها    وأعد خطوات الشيب    في رأس القلق.   هي صورة أخرى   عابرة في زبد المسافات   ومذ اتسعت القوافل    في لغة الراحلين   بعث ملحا من رتابة الضباب.    أنا... من أنا؟   أنا ظل نسبي   رشفتني من فنجان عرافة    تختبئ في عِرق السنبلات   ثم منحتني لفم المجاز.   من أين لي بفجر مهفهف؟   والسماء أنكرت كبريائي    من يفك وساوس الفراغ؟   وكل انعكاسات الرمل جراح.    لا حقيقة خلف حاجبي الغيم   لا حلما يدرك السؤال   وحده بحر عانس    يزحف إلى نجمة أحداقي.   اليوم أقرضك شهد المديح   والدمع اعترافي   ما الجديد إن كتبت الفوضى    على كفوف مبثورة   وأنا البعيدة عن يدي   أطهر ماء الشعر   وأستريح على وجه بلقيس.   ما الجديد إن تملكني الترقب   ولي نصفي الخجول   لي بعض انكساراتي   لي صرخة البساتين   لي استقامة الكمنجا...

المنتصرة / قصيدة نثرية / د. آمال صالح / تونس ــ باريس.

صورة
  المنتصرة   د. آمال صالح     على درب الأمل كانت حروفي تتطاول في النجوى تحيي نسيم الصبح المفارق على درب الأمل تكون الحروف مثل اللهيب في غابات الثلج يمسح الضباب عن كلي عن عمري المشتت في أيام ماضية في العناق طيفها جميل لكنه غير مفهوم على درب الأمل كانت الحروف تساكن المكان تتطلع تستعيد تتقارب تفتح رحابا وتبتسم على درب الأمل تكون الكلمات من معدن ثمين تغالب وتنتصر     آمال صالح تونس  باريس    

أطياف المرايا / قصة قصيرة / الأديب المغربي الأستاذ رشيد مليح.

صورة
أطياف المرايا مد يده إلى صحن الطعام الباذخ ليأكل ويلتذ بلذاذات الحاضر.لايمكن للمرء أن يأكل فوق حدود قدرة جسده مهما تمادى اشتهاؤه، خمن و بدا له أن مجرد أن يأكل المرء في حرية وسلام، هو منتهى تلك الغبطة التي تشكل نسغ الحياة الحقة، وتمنى لو كان بقربه أولئك الأعزاء الذين غابوا في هدير طواحين الزمن. تراجعت يده، للحظة، من الصحن إلى الطاولة، وكأنما لذغها، بغتة، جموح الأفكار الأسيانة، ثم أخذ يعزف بأنامله في حركة عبثية على الجسد الخشبي. تطالعه، في فضول، صورته المنعكسة على المرايا المضاءة بألوان مختلفة. من يخرج إلى الشارع للتجول في هذه الظهيرة الباردة من يوم الجمعة، لابد أنه يخفي هاجسًا جاثمًا يحاول اللعب معه، بكل مهارة وحدق غريزة العيش، عله يتمكن من تدجينه. لقد أدارت الحياة دواليبها سريعًا، نحو أقصى وأقسى الاحتمالات، فرحلت الأم، على حين غرة، وتبخرت بالتدرج، وعود الإخوة بأن يظل الشمل العائلي ملتئمًا. كان وجهها الصامت، الطاهر، يزوره في أحلامه، فتبتهج مهجته، في لحظة، لطيف روحها، وهو يحس بنفس شعور وجودها في الواقع الذي اندثر. لعلها مازالت حية في لاشعوره، بل كان يؤمن بأنها حية في دواخله، في نبضاته وج...

عرجون البلح المر / شذرة شعرية / عبد الرحمن بوطيب / المغرب.

صورة
* عرجون البلح المر *   بين سطر ونهد من أرض سماء بلا سماء    ترنحت قصيدة بتراء   سقطت هوناً على صدر وطن ضياع دمعةً ورعشةَ    يوم ميلاد لم يولد بعد   قالت العرافة   اليوم يومك ابتداء   تلك النهايات منك أمسِ دواوينُ ضياع   ومنك عرجون ألف جائع... وجياع   عد   اصمت   اشرب نخب لمة ما التأمت   امضغ تلاوين خيبات   وغرد على هامش لحن السؤال الأول اللا ينتهي    منه فيه به له السؤال   نامت الأرض على جلدة سماء باردة   وذاك الشاعر البئيس رحل    وفي حلق قصيدته الأولى    حبة بلح مر     عبد الرحمن بوطيب    المغرب: 23 - 9 - 24        

تسابيحُ دواة / قصيدة نثرية / الشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل.

صورة
  تسابيحُ دواة   أتحسسُ بأنامل الشّوق وجهك وببخار غليان التّوق أرسمُ على المرآة وجهك فأتسمّرُ أمام هيبة طيفك يغمّيني الوهمُ بعصابة العمى فيسطع بجلاءٍِ وهجُ التّجلّي تندفقُ سهامُ لحظك وفي شهابها ينجرفُ بؤبؤاي وأغورُ في دوّامات بحرك نتخاطرُ بالنّظرات فأمطرُك غزيز صبابة تعرّشُ في تربة جفاك لبلاب تحنان فتصفعني بكفّ الصّقيع وينكفئ في دمي صخبُ لوعة كصدى يغيض في قحل الوريد خيبة كلّما تصادمنا في حادث نظرات صدفة تتناثرُ روحي أشلاءً وفُتات أنصهرُ في أناك متلبّساً بجرم الرّفاء أتوارى فيك كي لا أراني بل أراك هل غار الغيثُ لمّا ودّعني مساك من جداول مقلتي فهمى اليوم بوابلٍ روّى التّراب وما علا وحرمني وحلمي وكلانا صاديان شاسعٌ كالمدى حزني فهلّا أنبأتني متى تتجمّرُ حطباتُ الرّجاء فتتكوّمُ تخوم كُثبان رماد تحملُها ريحُ الشّجن كي تراني مرغماً أحتلُّ آفاق الجواء يا شهد القصيد ألا تبصرُ الآن قلمي يرعفُ بسورٍ لا تخصُّ إلّاك فمهما تحجّر في محجريك الجفاء سيبقى حلمُ اللّقاء مقدّساً كفريضة التّسبيح عقب كلّ صلاة.   روضة الدّخيل سوريا