رُعافُ يراع / قصيدة نثرية / الشاعرة السورية الأستاذة روضة الدخيل.
رُعافُ يراع أركعُ كتمثالٍ حجريّ وأسجدُ أمام البيرق كتقيٍّ تلامسُ جبينه سجادةُ الصّلاة فأتلقّى طعنةً في الظّهر كأفعى سامّة تعتصرُ حمامة سلام في مدن ألف ليلة كلّ القصور قلاعُ رُخام ملوكُها أصنام يحكمُها الجواري الحسان وفي الخيام يتسامرُ العجائزُ حول مواقد الفراغ والحديثُ ذكرياتُ أمان فتغصُّ الحناجر بذرف المحاجر كنسرٍ هرمٍ حزين أصفّرُ في سماء الخريف أرسمُ عكّازاً من الخُزامى وعصاً طويلةٍ من الخيزران أهشّ بها قطعان الغمام عساها تبللُ أحلام العبيد من أوصد نافذة الشّمس وترك الغربان ترعى البيادر حيثُ تنزفُ أغاني الجياع قيحاً ودماء ويغرقُ المساكينُ في محيط عراء عقدتُ العزم على السّفر في اللا طريق زوّادتي يراع ودفترٌ قديم مرتدياً عمامةً سوداء ليعرف العابرون أنّي في حداد أستلقي على رملٍ مُجمّر متوسّداً حلمي وحجراً كبيراً يتربّعُ على بطني لو كنتُ نصلاً لبقرتُ رأس زمني وابتسمتُ كعاشقٍ نجح أخيراً في امتلاك وردة أدينُ لك بمواثيق وفاء عُهود هُيامٍ لتظلّ تيّاهاً تخطو إلى الأبد بكبرياء فلماذا لم تترك لي سوى ظلٍّ أحدب وانحناء للّون الأزرق تحوّلت عيناي فقد أدمنتُ النّظر إلى البحر والسّماء وكلّما طر...