عاشق فلسطين / قصيدة تقليدية / الشاعر صادق الهمامي / تونس.



عاشق فلسطين. 


قولوا لفلسطين إنّي بها مغرم

حبّها ملأ الكيان و القلب متيّم


أنا ما لقيتها أبدا بحياتي

لكنّ الوجود عن جمالها يتكلّم


هذه يميني مددتّها لها

وفؤادي سبق يدي عليها يسلّم


أصبحت ألهج بإسمها دائما

و حين لا أذكرها لساني يتلعثم


ربّاه هذا العشق أضنى خافقي

فمتى حبّي بالوصل يتمّم


أنت يا درّة الشّرق نوّرتنا

سماءك كلّها أقمار و أنجم


بالإسراء و المعراج نلت مرتبة

حباك الرزّاق ، القادر ، المنعم


ترابك مسك يضوع بطيبه

و التاريخ بتليد مجدك يترنّم


الله بارك  سواعدك  عندما

بطشت بها العدوّ فكاد ينعدم


صواريخك أحدث دمارا هائلا

و الصهاينة في الملاجىء تزدجم


صواريخك لم تكن يوما عبثيّة

هل العبث طريق النّصر يرسم ؟ 


سبعون عاما و هم يقتلوننا

و في المقابر أجدافنا تتبرعم


مهما أطبقوا علينا الحصار

واشتدّ بنا الفقر و الضيم


لن نفرط في أرضنا لهم

نسجن أو نموت و لا نستسلم


وعد بلفور لا و لن يحميهم

ها هي الآن خدودهم تلطم


غزّة تحوّل الحجارة قذيفة

و تلّ الرّبيع تبارك و تبتسم


من غزّة تنطلق الشّهب مصوبّة

حصن بني صهيون يدكّ و يرجم


زرعت الأرض كلّها جندا لها

و أغدقت الأجواء كلّها حمم


أنارت الدنيا بأقواس النّصر

ضوء رآه الأعراب و العجم


تبّا لسيوف صدات في أغمادها

لا خنجر شهّر و لا أطلق سهم


سيحاسبون حسابا عسيرا

يوم يكون لله وحده الحكم


جلبوا لنا الخزي و العار 

فَلِمَ تخطّي رؤوسهم العمم ؟ 


أختنا فلسطين يقدّون ثوبها

و ينادون من يدفع أكثر يتقدّم


سحقا لهم و تبّا أفعالهم

تبرّأ منهم الشّرف و كذلك القيم


يا غزّة منذ زمن نعيش الهزائم ! 

فعلّمينا بربّك كيف العدوّ ينهزم ! 


منذ سنين خارت عزائمنا

بالله لقّنينا كيف تشحذ الهمم


يا أهلنا لا تتصالحوا مع العدو

سيأتي زمن فيه يدرأ الظلم


و الغوا كل المعاهدات برمّتها

الأرض أرضكم و الأفق الأشمّ


هذه فلسطين تبدو شامخة

كطود عال بالشّجاعة مفعم


كم من عيون تتوق لمرآها

و نفوس تحجّ لها و تحرم


ها هي تمسك بزمام الوغى

ترمى حجرا بالمقلاع و تغمغم :


هجّروا كبارنا.. قتّلوا صغارنا

لن نتراجع خطوة بل سنتقدم


قولوا للذين هدّمت ديارهم

لا تبرحوها على الأنقاض خيّموا


و ابحثوا بين جبال الركام

عن نوافذ يدخل منها الحلم


بنو صهيون تكسّرت شوكتهم

نحن رأيناهم بالصراخ اعتصموا


الجبروت المخيّم على صدورنا

في حزن و ضعف أشلاؤه تلملم


المقاومة في عتوّ ترفع مشعلها

والسّماء تنيرها الشجاعة و الكرم


اللّيل بات يجمع بقايا ظلامه

و الفجر الوضيء اقبل يبتسم


يا أعزّ القرى طوبى لنا بك

على زغردة الثكالى يرفع العلم


صادق الهمامي. 

. تونس 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة في رواية "عِقد المانوليا" للكاتبة المغربية نعيمة السي أعراب بقلم الناقد عز الدين الماعزي

العاشق الأسود / قصة قصيرة / نعيمة السي أعراب.

أطياف المرايا / قصة قصيرة / الأديب المغربي الأستاذ رشيد مليح.