أمشي على خيوطٍ من وهم / قصيدة للشاعر المغربي نورالدين طاهري / بروكسيل.
أمشي على خيوطٍ من وهم
أمشي على خيوطٍ من وهم
أحاول الإمساك بالهواء،
ألمسُ جدرانا ليست موجودة،
وأدخل أبوابا تُفتحُ إلى الفراغ.
هنا، في قلب اللاشيء،
تنبتُ أزهارٌ من الصمتِ،
تُحدِّقُ فيَّ بعيونٍ بلا أجفان،
وتتساءلُ: من أكون؟
أبتسمُ لصورةٍ لا أراها،
أحادثُ كائناتٍ لم تُخلَق بعد،
أضحكُ مع ظلي، الذي يغادرني أحيانا
ثم يعودُ حاملا أسرارا
من عوالمٍ لم توجد أبدا.
الوحدةُ حلم!
أم أنني حلمٌ في خيالها؟
تُصافحني الريحُ بأصابعٍ من ضباب،
وأشعرُ بالوجودِ يتبخرُ حولي.
كل شيءٍ غريب هنا،
الزمنُ يسيرُ للخلف،
الأصواتُ تأتي من أماكن لا تُرى،
والأفكارُ تتشابكُ كخيوطِ عنكبوتٍ في عقلي.
الوحدةُ ليستْ عزلةً،
متاهةٌ تبتلعُ الكونَ وتعيدُ خلقه،
أقفُ على حافةِ العالمِ،
وأغوصُ في ظلالِه... بلا عودة.
في عيونِ النجومِ الميتة،
أجدُ وجهي ينعكسُ كلوحةٍ مشوهة،
أفهمُ كلَّ شيءٍ ولا شيء،
وأبتسمُ...
الوحدة وحدها تفهمني
اللوحة للفنان المهجري المغربي
محمد عجرودي
تعليقات
إرسال تعليق