= هجير الليالي الباردة =
شذرات شعرية
عبد الرحمن بوطيب
المغرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/ غمزة وجه قديم.
على ناصية الدرب القديم رسم وجهَ أمه القديمة وبقايا وشم على خد وطن...
مساءً؛
والوحدةُ شاردة
لملم حروفَه وعميقَ جراح
قبّل وجهَ أمه الغريب
غمزته عينٌ لا تنام
ابتسم...
حمل في قلبه غُصّةً من وطن تخلف عن حضور حفل تدشين مرسم فارغ من زوار...
ورحل
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2/ ابتسامة كئيبة.
على هامش الطريق المنسية
تحت ظلال الزيزفونة العارية...
صادفها
تحمل في قلبها وردة حمراء عطشانة...
وخريطة وطن شاردة
إلى القلب منها نظر
شدته إلى وريدها والقلب يخفق
تعطر بأريج وردتها الحمراء الجامد
لَفّتْ قلبَه بخريطة وطن...
وقطرة حليب قديم من ثديها الملتهب
تَحمّم بقطرة حزينة
ارتمي في حضن خريطة ووتين حبيبة صغيرة نائمة في حضن جدة تليدةٍ
بين جذع نخلة وتمرات متساقطة
غمزته حبيبة صغيرة نائمة
ابتسم
على خد جبهته الصامدة
تبسّمت كآبة
ما كانت غداً أمس اليوم بعد عام وقرون شاحبة
احتضن حبيبته بين رموشٍ هامسة وقُبلةٍ على صدر خريطة شاردة...
ورحل
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3/ نخب.
اشرب نخب انحداراتك العطشانة لِدُنِّ نور
منكسر القامة تمشي هوناً على هون وما المزار بعيد عن ديار
كل الصباحات هرمت في قميصك الباهت
ومن ليلك هذيانُ رعاف
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4/ انتظار.
اِنتظرْ من ليلكَ القديمِ فجرا...
لا يتنفس؛
كل دروب عبقر أقفرت...
هي الحروف انتحرت؛
ومن الدواوين الباهتات دنانُ عطش...
هرمت انزياحات وقصيد...
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5/ رحيق.
برحيقِ ثغرٍ جافّ
رسمتُ رقصةَ عرقِ جبينِ أمي
وبعضَ بقايا شارداتٍ من أحلام قديمة
في وطن بلا دفتر أحلام
طويتُ جبينَ أمي بين الضلوع مني
ورحلتُ أعيدُ رسمَ أحلامٍ في لا وطن
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6/ عرجون البلح المر.
بين سطر ونهد من أرض سماء بلا سماء
ترنحت قصيدة بتراء
سقطت هوناً على صدر وطن ضياع دمعةً
ورعشةَ يوم ميلاد لم يولد بعد
قالت العرافة
اليوم يومك ابتداء
تلك النهايات منك أمسِ دواوينُ ضياع
ومنك عرجون ألف جائع... وجياع
عد
اصمت
اشرب نخب لمة ما التأمت
امضغ تلاوين خيبات
وغرد على هامش لحن السؤال الأول اللا ينتهي منه فيه به له السؤال
نامت الأرض على جلدة سماء باردة
وذاك الشاعر البئيس رحل
وفي حلق قصيدته الأولى حبة بلح مر
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7/ دنان.
في دواوين عبقر أحلام
صبايا للرقص وأرداف
دنان تصب في جب دنان
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8/ وقوف.
قف
تمهل
انظر خلفكَ أمامكَ مكانكَ في المرايا تُكَحِّلُ العينَ منها بعسل "الدغموسِ"...
عسل "تَلِّ الزّعتر"...
وشرابٍ من خابيات الخيبة مسكوبٍ سراً وعلانية
في دهاليز كهوف ضريرة تتشظى
قطعاً مرايا مهشَّمةً ترسم وجوهاً سوداءَ
بألف لون ولون من سواد...
ولا ألوان
لا أبريل
لا نيسان
لا زيتونة
لا عرعارة
لا... وردة حمراء
لا
ر
ج
ا
ل
لا
ن
س
و
ا
ن
وأنا...
أنا المنسي في قلب نسيان
أنا أنسى أنني أنا
أنسى شغب عبث بِخصلات شَعْرِ صغيرتي حبيبتي "الأميرة النائمة" في حضن جدتي المتصوفة بين "أعمدة" ترسم على الجدران من "مغارة هرقل" جنب "سبو" لوحةَ فارس يطير بالأميرة النائمة على "بساط الريح"... يهديها قلبَه حَبَّةَ قمحٍ تتشظى سنابلَ لؤلؤٍ في "عرس الأطلس" تٌزَيِّنُ نبضَ وتينٍ حارقٍ محروقٍ ساعةَ سَحَرٍ من فجرٍ قادم يخترق جُبَّ غدٍ يرتمي في أحضان وطن "ذاكرة الرهبان"
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9/ فينوس.
ارحل وانزياحاتٍ منكَ استعارات
فينوسُكَ هانتْ عانتْ والحروف
هُزّي الصدورَ النحورَ يا طبولُ
ذي للترديدِ الرّجْعِ تُجاريكِ في هَزٍّ دفوف
وذاك الشاعر اَلْكان غداً أمسِ الآن يَحْلُمُ بغد لطفل ووليد
ما عادت منه أساطيرُ حكاياتٌ حمراواتٌ قديماتٌ زَأْرَتَهُ تُرَدِّدُ...
تحكي...
تحلم...
ترسم...
تعرق...
تسهر...
وتعيد
ما على صفيحِ جليدِ لهبِ قريتي غُمّتي غيرُ أحلامِ جدّةٍ عتيقةٍ
ترنو لجائع في وطن عبقر
وشهيد
اصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10/ صمت.
ارحل... والحروف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الرحمن بوطيب
المغرب
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة في رواية "عِقد المانوليا" للكاتبة المغربية نعيمة السي أعراب بقلم الناقد عز الدين الماعزي

"العزيف" / نص مسرحي من فصل واحد / الكاتب والمخرج العراقي منير راضي / النص الذهبي الفائز في مسابقة الرؤى المسرحية 1 / السلسلة الثانية 2024 / في إبداع النص المسرحي من الفصل الواحد

{ سيدتان عالمتان بسري } قصة قصيرة / الأديبة الروائية والقاصة السودانية الأستاذة مروة أسامة.