رثاء ولد / خاطرة / الأديبة الشاعرة اللبنانية الأستاذة ريما خالد حلواني
{ رثاء ولد }
خاطرة.
أرثيك يا محمّد
وأنت في عز ّ الشباب الواعد، لو تعلم
كم كان الفراق مؤلمًا!
خرجت من بين ضلوعي
واليوم تخرج من أحشاء الكلمة،
تركت في فكري تراثًا عميقا
وأخذت قلبي ولم تعد.
بقي المكان فارغًا،
لا يدخله أحد،
كيف للضلوع العودة لمكانها وهي
بانتظار نبضك.
أينما وجّهت نظري، أرى صورتك، أراك
في نور الشّمس، وفي ماء الغمام،
وفي كلّ جميل… وينساب دمعي
يروي حنينًا ينوء بعبئه، وألمًا ألمّ بهذا
القلب، من كل حدَب وصوب.
أبكرت بالرّحيل، وخلّفت وراءك جراحًا لا
ينضب نزيفها،
تركت أنهارًا من الدّموع...
وشلّالات حزنٍ...
وعواصفَ في أعماق الرّوح
لا تهدأ ولا تستكين.
سأظلّ رغم البعاد أناجيك:
تعال يا فرحة عمري،
وخذ من عمري ما يحلو لك،
تعال يا قلبي وخذ نبضاته
ولا تهدأ،
تعال يا أملي وأعد إليّ الأمل،
تعال واترك الحزن جانبًا
لأعيش معك ما تبقّى
لي من عمر أحضنك...
لكنّ المنيّة كانت أقوى منّي ومنك،
أخذَتك بقوّة واغتصبت أحلامي،
دعَتني إلى مائدة الأحزان، تركَتني
أرتشف العلقم.
وبعد، فليس لي رجاء سوى أن يتغمّدك
اللّه بواسع رحمته، وأن يجمعني بك،٠
في جنّة عرضها السّماوات والأرض.
ريما خالد حلواني
لبنان
تعليقات
إرسال تعليق