متى نعود؟ / قصيدة نثرية / الشاعرة جميلة بلطي عطوي / تونس.


 * متى نعود؟ *

نثرية 


صفيرُ الرّيح 

صدًى يرنُّ في عُمق الحُلم المُهجّر

دندنةُ صوت الغريب 

كموجةٍ مكسُورة الخاطر

كشَّرتْ في وجهها الصّخور العاتية 

دفعتْها عاصفةٌ هوْجاءُ إلى الدّوَّامات العصيّة

سرحتْ بها المسافةُ نحو المجهول


صفيرُ الرّيح 

كذكْرى أمان ضائع

تُرهبُها الوحشةُ 

تتهيّأُ لها كصوت الغول

والغريبُ على ضفاف الجنّة 

محبوسٌ في قوائم التّصنيف

وحيدٌ رغم التّواجد على حوافّ الأنس

فلا الدّارُ داره 

ولا المسارُ مساره 

فقطْ تجحظُ عيناه 

كلّما شاهد التّساقط المدوّي 

سُقوطٌ لا علاقة له بتفّاحة نيوتن

لا وجه له مع المبتدئ 

يتعلّمُ السّير فرْدا 

ولا رفيقَ يسند عثرتهُ حين الدّوار


غريبٌ والدّندنة في أذنيه بحَّةُ ناي

تُتأْتئُ على شفتيه المبيضّتين

متى أُعتقُ من قمقم الغربة؟

متى أسْترِدُّنِي؟

متى أعود ؟

بلْ متى نعودُ أيّها الوطنُ المحشور في عنق النّزاع

متى نعود 

كما كنّا بسمة على شفة الفجر 

هالة حول شمس النّهار

متى تعانقُ الفراشة الزّهرة 

وتمدُّ النّخلةُ عنقها في دلال

تُطاولُ الظّلّ المُخاتل 

تُسكره بالعراجين 

فتثملُ الرّيح والشّمس

 وتُقبّلُ زرقة الفَوْق خُدود البحار

متى تعود الدّندنةُ همسا لذيذا

أغنية حبلى بالغد 

بكَ وبي 

بالخارطة على كفّ الزّمان 

تتمايسُ في رحاب السّلام 

تُراقصُها الأقمار


في أذنيه يرنُّ الصّدى من جديد 

هريرًا هادئا متناغما

" بكرة بيخلصْ ها الكابوسْ

وبدل الشّمس بتِضْوي شْموسْ

على أرض الوطن المحروسْ

رَحْ   نتلاقى يومًا ما" 1

 تونس ... 7 / 8 / 2021


بقلمي ... جميلة بلطي عطوي

...................................................................................

1 "  يوما ما " أغنية الفنانة اللبنانيّة جوليا بطرس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ترجمة أدبية إبداعية إلى اللغة الفرنسية / ترجمة قصيدة (صهيل المسافة) للشاعرة التونسية أمان الله الغربي / المترجم الأديب المغربي الأستاذ نور الدين طاهري

وستزهر ... حتمًا / قصيدة نثرية / هند غزالي / المغرب.

دراسة نقدية في رواية "والله إن هذه الحكاية لحكايتي" للكاتب المغربي الدكتور عبد الفتاح كيليطو / الناقدة المغربية الدكتورة عتيقة هاشمي.