أأسطيع... أم إن الذهاب إياب / قصيدة نثر حداثية / الشاعر عبد الرحمن بوطيب / المغرب.
«أََأَسْطيعُ، أم إنّ الإيابَ ذهاب؟».
قصيدة نثر حداثية.
"ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى"
ضَعُفَ الطّالبُ والمطلوبُ
وفي حضن ملايين السنين ترقد الخيباتُ
تحبلُ
تُنْتِجُ
لا تُبقي ولا تذر
أَخَبْطَ عشواءَ منكَ
أم هي منك أحلامٌ رعناءُ تسخر
منك ما مضى
خابيةٌ خاويةٌ
لا عسلٌ
لا رحيقُ نعناع
لا طيرٌ صادح يتغنى
لك ما أنت فيه الآن
خطوٌ على وقع خطو في متاهات الدجى ضريراً يتلوى
وما الغد منك لك تبتغيه يصد عنك
لا الزمان مشدود
لا الفرس الأطلسي يسابق الريح على متنه تستريح من الضنى
سرابٌ أنتَ الصرخةُ في الوادي الساقط من سافل إلى أعلى
وأنت الساغب المنحني بالقهر منك لا ترتوي
لا الدنان منك تعانق الخابيات
لا الخابيات من أم الربيع تمتح الفرحة الزلالَ تنتشي
يا أنت
يا أنت،
يا أنت
أما تقول لِأَنْتاكَ أن ترتوي
رحل الرحيلُ الذهابُ الثواني الراقصات على ركح الجفاف من خشب عرعار لا يرضى بالعار
وتنحني
أَمَا أنتَ أنتَ كنتَ ما كنتَ تدري تعلم أن اللعنة جموحٌ لا تركع للخواء منك بالرعشة الصّعّادة من جُبّها السحيق بها أنت لا تقتدي؟
ما التاريخ منك؟
ما منك من تاريخ؟
جدرانُ خزّان في الفيافي وما منك يدٌ قبضةٌ صرخةٌ مدويةٌ تقرع الجدرانَ تهتك الحجبَ تزرع السنابل في بطن الرمال يتكسر جدارُ الصمتِ الخزّانُ الخانقُ تغني اليمامة الثكلى
ولا عزاء
أنت النّخْبُ المجوّفُ الهواء
وتنتشي
تركع في الحانات الساهرات خلف الضباب دنانَ هزيمتِكَ تَكْرَع
ما الشمس تحت رأسك أنت تسطع
ما القمر الأحمر من صدرك الباهت أنت أجراسَ العودةِ يَقْرَع
أنت
إن كنتَ أنت اليومَ تُصْفَع
فربيبُك بالأمس كان على جَدَّةِ جِلْدَةِ رأسه الأقرع يُقْرَع
"خلا لكِ الجو، فبيضي واصفري"
ما أنتَ إلا راكع في محراب الضياع يركع.
عبد الرحمن بوطيب.
المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق