أذو الشيب يلعب؟! / قصيدة نثر حداثية / الشاعر عبد الرحمن بوطيب / المغرب.


 «حروف لشيخ يلعب».

"زفرة".

قصيدة نثر حداثية. 


(ألا أيها السابحون التائهون في مجاري أبراجكم المخملية الراكعون الساجدون المعطَّرون المقلِّمون الأظافرَ الماشطون الشَّعْرَ الرّافسون الشِّعْرَ الخاضعون الراضون الحالمون بنزوة عابرة... وشهرة)...

دعوه يتكلم

                   دعوه يرسم

دعوه يُعيد ترتيبَ حروفه القديمة من جديد

ما تَعَلَّمَ الكلامَ الرسمَ ترتيبَ الحروفِ وكان طفلاً عَجَنْتُموهُ على يَفاعةٍ من يراعاته الغضّة شيخاً قديما

له أن يكون اليومَ الطفلَ

         له أن يكون 

ذاك المنسيُّ على شيب منه هو اليوم ملّاحٌ قلبُه شراعٌ

ما ولدته أمه مُعْوَجَّ المجاذيف يمشي في الدروب وَهَناً على وهن عليلا

ضائعاً مَلِكاً هائماً على روحه ضليلا

         أذو الشيب يلعب؟

هو الرسمُ

هو الرسم التلاوين التشظيات الهاربات من الظلام باستعارات كانت منه قديماً هي الآن انزياحاتٌ خَرْقٌ لمألوفٍ في أسفار الأولين المكفوفين والتابعين المهتدين بهم

في كهوفهم يرسمون الحدود حدودا

يحرقون الخروجَ عن مقتضى ظاهرٍ مجهولٍ معلومٍ سلفا رسماً كان عندهم مسطورا

            له الكلمات

        يشرد... تشرد معه

        تشرد... يشرد معها

تلعب

يلعب

      أذو السبعين يلعب؟

لم الأسوار حدودُها كانت منكموا كلماتٍ أزلية

وكان الشارد بَيْنَكُموا مارقاً منبوذاً؟

           لا عجب

  تشابه البقر في ضيعتهم

صامت الناس رجب

          هي كلمة أولى

        وما غيرُها وجب

يقولون في أسفارهم الباهتات مذ كانت الوهلة الأولى

      هو الشيخ... يلعب

له أن يطرب

له المزامير

الطبول

المعاول

الهدم

البناء

العوالم السابحات في المراعي العذراء

قصورُها... فيها هو يلعب

افرنقعوا

دعوا جوقةَ الشعراء الشاردين الضالين المارقين أسفاراً مكلّسةً تضل وتضل وتضل

هو كان من قبل ومن بعد

طفلاً شاعراً ضليلا

ما كانت منه الحروفُ تؤمن يوماً ليلةً دهراً بحدودٍ رَسَمَتْها للأشعار طفلةً جُنودُكُموا السالباتُ من القلوب دماً طاهرا

وأشعارا

               دعوه

إن هو إلا طفل يداعب حروفاً... وأوتاراً


"عبد الرحمن بوطيب".

المغرب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة في رواية "عِقد المانوليا" للكاتبة المغربية نعيمة السي أعراب بقلم الناقد عز الدين الماعزي

"العزيف" / نص مسرحي من فصل واحد / الكاتب والمخرج العراقي منير راضي / النص الذهبي الفائز في مسابقة الرؤى المسرحية 1 / السلسلة الثانية 2024 / في إبداع النص المسرحي من الفصل الواحد

{ سيدتان عالمتان بسري } قصة قصيرة / الأديبة الروائية والقاصة السودانية الأستاذة مروة أسامة.