كلما كنت حزينا / قصيدة نثرية / الشاعر سمير الجدي / تونس.
كلما كنت حزينا
و استحال الحزن تاجا
فوق قلبي
تسطع ذكراك فيّ.
فيصير الثّلج قطراً
و يفوح الصبح عطرا
و فَراش القلب يعلو
و يحطّ الرّحل دوما
فوق زهرات نديّة.
كلما كنت حزينا
أسمع صوتا ينادي
من بلادي:
-" إركب الريح و أقبِل
إنّ حظني وكر طير
فوق غصن يرقب دوماً وفيّا.
لا تخف ثلج القلوب
فهنا دفء و شمس
لا تخف وعداً بحبّ لن يكون
فقلوب الشوق تُبدي
كل ما كان خفيّا."
كلما كنت حزينا
أذكر نفسي صغيراً
أسكب بحرا بقلبي
من جمال و خيال
فعصا جدّي حصاني
و أنا القائد أغزو
كلّ أبراج عصيّة.
و يكون حضن أمي
هو قصري
كأمير حاز نصرا
أو زعيما قاد شعبا
فأنام دون خوف
عبر أنغام شجيّة.
كلما كنت حزينا
أُشْعِلُ الذكرى شموعا
فيضيء البدر ماض
و أرى نفسي أمامي
ضوء نجم
أو ملاكا أو نبيّا.
كلما كنت حزينا
أفتح للنفس بابا
فيصير القلب شمسا
و يعود الشيب ليلا
و خيالي يعدو حُرّاً
كصغير يوم عيد
ضاحكا، لاَهٍ، غنيّا.
إنّ لي في القلب طفلا
كلما مرّ الزمان
و يرى فيّ حنينا
يرتمي في نهر جسمي
و يغوص في كياني
حافيا في ركن عقلي
و فراشاتي تطير
تعلو زهرات شذيّة.
* سمير الجدي تونسي مقيم في ألمانيا *
شرف لي أن أكون بينكم بكلماتي
ردحذف